غير مصنف --

أحمد يوسف التاي يكتب : الخطوة الانتحارية

الناظر إلى الخطوة «الانتحارية» التي قام بها تجمع المهنيين في تحالفه مع الحركة الشعبية جناح الحلو لفرض علمانية الدولة رغم أنف الجميع، تستوقفه عدة ملاحظات ومؤشرات في مجملها تعكس تخبط «التجمع» ربما غباءه السياسي وسوء التقدير والتدبير…
قبل هذه الخطوة الانتحارية، ظل تجمع المهنيين ملاذاً للمضطهدين والمقهورين والمتطلعين لدولة العدالة والحكم الرشيد، والمؤسسات والقانون والتي يجسدها شعار الثورة (حرية سلام وعدالة)… قبل الاحتماء بـ»الحلو» ومساندتها ودعمها لأجندته التي يريد فرضها على الشعب السوداني، كان تجمع المهنيين يعتبر الجهة الوحيدة الأكثر تعبيراً عن رغبات الشعب السوداني وتطلعاته لشمولية تكوينه…
أن يتحالف تجمع المهنيين ويحتمي ويستقوي بحركة عبد العزيز الحلو في الإطار السياسي فالأمر في تقديري يبدو طبيعياً لكن ما يُعد خطأً فادحاً وسوء تقدير هو الاتفاق معه على علمانية الدولة، وإسقاط كل القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية… لماذا؟
الناظر إلى هذه الخطوة الانتحارية التي أقبل عليها تجمع المهنيين يدرك خطورتها في أربع نقاط يمكن إجمالها في التالي:
الأولى: أن الاتفاق بين هاتين المجموعتين الصغيرتين لفرض علمانية الدولة على مسلمي السودان الذين تُقدر نسبتهم بحوالي (98%) يتقاطع بشكل حاد جداً مع شعار الثورة (حرية سلام وعدالة)، فكيف لمجموعة صغيرة تفرض رأيها على هذه الأكثرية الغالبة وهي ترفع شعار حرية سلام وعدالة، هذه أول سقطة للتجمع حامي الثورة وقائد ركبها الذي يتبنى شعارها…
النقطة الثانية: لا بأس من أن يتحالف التجمع مع حركة الحلو إذا توصلت إلى سلام مع حكومة الثورة وتحولت إلى حركة سياسية في إطار الانتقال الطبيعي من الوضع العسكري إلى السياسي المدني، لكن التحالف مع الحركة التي لا تزال تحمل السلاح ويمكن أن تعود للعمل العسكري تحت أية لحظة هو ما يخالف طبيعة الثورة وسلميتها، وطبيعة «المدنية».
النقطة الثالثة: أن تجمع المهنيين بهذه الخطوة تحوَّل إلى «كارت» ضغط وورقة سياسية ووضع نفسه بين يدي «الحلو» ليضغط به على حكومة الثورة كي يفرض كل أجندته السياسية ورغباته الشخصية رغم أنف الجميع، وهذا الفعل في تقديري خيانة للثورة ودماء الشهداء، طبيعة الثورة السلمية المدنية.
النقطة الرابعة: هذه الخطوة من جانب التجمع تعزز الاتهامات التي تثار هنا وهناك عن أن تجمع المهنيين عبارة عن واجهة للحزب الشيوعي واليسار بصفة خاصة…
خلاصة القول إن قرار علمانية الدولة، أو إلغاء العمل بالشريعة الإسلامية أو تطبيقها كاملاً وما إلى ذلك من الأمور المتعلقة بشؤون الحكم وشكل الدولة تتخذه كل الأحزاب السودانية بالتوافق أو بالأغلبية ولن تقرره مجموعة لا تتعدى الـ 5% من أهل السودان… وفي تقديري إذا أمعن التجمع في هذه الخطوة فإنه قد حكم على نفسه فعلاً بالانتحار السياسي، وليعلم أن مسلمي السودان ليسوا هم «الكيزان»، فقد ابتلى الله المسلمين في السودان بحكم المؤتمر الوطني الذي شوهت تجربته الاسلام وأساءت إلى سماحته وروحه الطيبة الزكية، وليبتعد التجمع ألف مرة من اختزال الإسلام في تجربة الإنقاذ ..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى