السودان اليوم:
عود حزب الامة القومي الساحة السياسية منذ وقت طويل ، على كثير من الاعتراض و قليل من الاتفاق خاصة ابان الثورة ، و يبدو ان عشق امامه للسباحة عكس التيار السياسي العام ، جعلت مواقفة الغير منسجمة مع سير الامور في ذات الساحة ، تثير التساؤلات حول رؤية الحزب للحاضر و المستقبل السياسي بالبلاد ، و مؤخرا و بعد تعيين الولاة المدنيين و الذين كان من ضمنهم 6 من الحزب الا ان اعلان حزب الامة رفضه للمشاركة في مؤسسات الحكم الولائي لم يثني الولاة الستة من حضور اجتماع رئيس مجلس الوزراء وأداء القسم، و الذي يفسر ضمنيا بخروج الولاة منسوبي الامة عن طاعة امامهم.
*رفض معلل
أعلن حِزب الأمة القومي، رفض الامة المشاركة في مؤسسات الحكم الولائي المُعلنة بررها بتجاوزها المبادئ المُتّفق عليها وافتقارها لمقومات البقاء ، وقال نائب رئيس الحِزب الفريق صديق إسماعيل في تصريحات صحفية أن من تمّت تسميتهم من منسوبي حزبهم يجب عليهم الانحياز لموقف الحزب الذي يُقدِّر المصلحة الوطنية على الحزبية، برفضهم تولي أمر الولايات التي تم إختيارهم فيها ، بعد ان وصف ما جرى في عملية إختيار الولاة بالتصنيع الشُللي ،وأكد اسماعيل أن تعيين ولاة في ولايات تشهد توترات كولايات كسلا والبحر الأحمر والقضارف هو إشعال لحرب قائمة ،مُشيراََ إلى أن معظم الأسماء التي أعلن عنها رئيس الوزراء لم يسميهم الحزب، وكشف عن وجود قائمة جاهزة للحزب بتوقيع رئيسه الصادق المهدي. و هنا كشف نائب رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة، ان قائمة الحزب تشمل في الأساس 4 مرشحين فقط ، و ان المرشحين الخامس و السادس كانت باختيار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتولي مناطق ذات هشاشة ،و قال لآخر لحظة ان الاخيرين من ابناء الحزب لهما تاريخ نضالي لا ننكره . و اكد في الوقت نفسه ان الحزب لم يعترض على المحاصصة و انما الاعتراض على القانون المعمول به في الولايات و الذي قطع بانه قانون طوارئ لا يعطي الولاة المدنيين اي صلاحيات ، و قال ( حيمشوا عشان يعملوا شنو) ، و اشتشهد في حديثه بالتوترات الاخيرة في الولايات و التي ترجمها اللواء بانها نتاج غياب هيبة الدولة.
*إبراء ذمة
و في ذات الاتجاه اكد اللواء برمة ان حضور الولاة اجتماع رئيس الوزراء رغم اعلان موقف الحزب من تعيين الولاة امر يعود لهم، و قال (اي زول حر ، لكن يتحمل مسؤوليته ) باعتبار ان العمل السياسي يقوم في الأساس على الديمقراطية ، و لكنه نبه الى ان الاصل في العمل الحزب ان يكون بالرجوع الى قرارات الحزب ،و تابع ( نحن ابرينا ذمتنا) ، اللواء يرى انه من المعلوم ان يكون كل وال مدعوم من حزبه الا انه قطع بان الحزب لن يحرض جماهيره على الولاة بالرغم من انهم لم يمتثلوا لمطالب الحزب ، و المح الى ان الحزب لن يتحمل مسؤولية عملهم بلا قانون و لايات يحمى عملهم المدني خاصة بعد جمدت الوثيقة الدستورية قوانين 2005 الخاصة بالولايات.
* موقف مهزوز
و لكن يبدو ان استاذ العلوم السياسية وائل ابو كروق يقرأ موقف حزب الامة من زاوية اخرى ، بعد ان وصفه بالموقف المهزوز ، و اكد ان الامر تكرر كثيرا منذ بداية الثورة و قبل ذلك ، و ارجع الامر الى شخصية الامام المهدي المؤثرة على اداء الحزب و التي تهوى الظهور الاعلامي و الغزل السياسي، و قلل من تعليل موقف رفض الحزب لتعيين الولاة بسبب عدم توافق الامر مع الوثيقى الدستورية ، و قال ان مثل هذا الحديث يمكن ان يكون معقولا اذا كان البلاد تمر بأوضاع عادية و مستقرة ، و ابان ابو كروق ان الاوضاع الاستنائية تفرض على البلاد قيادة الامور ببعض من المرونة التي تسمح بالتجاوز غير المخل ، مراحل منها تعيين الولاة و من ثم السلام و من ثم بقية القضايا ، استاذ السياسة توقع عدم انصياع الولاة المخاترين لهوى حزبهم باعتبار ان المسؤولية الوطنية و التاريخية تتطلب بقاءهم ، و لم يستبعد في الوقت نفسه ان يتسبب ذلك في انشقاق كبير داخل حزب الامة .
The post حزب الامة: قانون طوارئ في الولايات لا يعطي الولاة المدنيين اي صلاحيات appeared first on السودان اليوم.