غير مصنف 2

مشاريع الطيارة بكردفان.. فوضى أمنية….

السودان اليوم:
بمثلما شكر كثيرًا من المزارعين الجهد الحكومي الذي وصفوه بالمعتبر والمقدر تجاه موسمهم الزراعي في منطقة الطيارة الزراعية جنوبي النيل الابيض ، فقد اشتط بعضهم غضبا بسبب ما عانوه من انفلات أمني وتغول على أراضيهم وممتلكاتهم الزراعية وفرض ضرائب وأتاوات في المناطق الحدودية المتاخمة لدولة جنوب السودان من جهات متفلتة في تلك المنطقة، التي يتبع جزء منها لحكومة دولة جنوب السودان والجزء الأكبر منها داخل جمهورية السودان. وقد أدت تلك الاوضاع لتهديد الموسم الزراعي بكثير من الخطر وهروب عدد من المزارعين والمستثمرين من تلك الأراضي.

أين تقع الطيارة؟
تقع منطقة مشاريع الطيارة الزراعية في المنطقة الحدودية بين إقليم النيل الابيض وجنوب كردفان وتتمدد حتى اقليم اعالي النيل بدولة جنوب السودان، حيث تزرع فيها كل أنواع الذرة بالإضافة للحبوب الزيتية المختلفة بجانب الصمغ العربي، وتتكون من 387 مشروعا تتمدد في مساحة 1500 فدان منها 306 مشاريع تقريبا داخل إقليم جنوب كردفان فيما يتداخل منها حوالي 81 مشروعا بدولة جنوب السودان بإقليم أعالي النيل سابقاً، وتُجدد عقودات تلك الاراضي بصورة سنوية بمكاتب الزراعة المطرية توطئة لإصدار شهادات التمويل لضمانات البنك الزراعي وتوزيع الوقود المدعوم للمزارعين.

دعم معتبر ولكن….
ثمّن جمعٌ كبير من المزارعين الدور الحكومي الذي تقوم به إدارة الزراعة المطرية بوزارة الزراعة بجنوب كردفان ودعم الوزارة للموسم وتمويل البنك الزراعي لهم بصورة جيدة، وقالوا إن الجهات المختصة قامت بتوفير مايزيد عن حوالي 300000 جالون جازولين أي ما يقارب حوالي 7000 برميل بجانب معظم الاحتياجات الضرورية للموسم بمشاريع الطيارة، اضافوا بأن ذلك الدعم يعتبر دعما جيدا ومقدرا حسب الاوضاع الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد، بجانب جائحة (كورونا) التي ارهقت خزائن دول عظيمة وكبرى بانحاء العالم، واكدوا ان الدعم يبشر بموسم زراعي جيد وناجح.

فوضى أمنية
ويمضي المزارعون بقولهم أن المشكلة الكبرى التي تواجههم وتؤرق مضاجعهم أكثر من الآفات الزراعية وشح الامطار هي الفوضى الامنية في مناطق الزراعة الحدودية في بعض مناطق السودان المختلفة، حيث يكون المزارع في خط النار وفوهات بنادق الخارجين من أنظمتهم والمتفلتين نسبة لبعد تلك المناطق من المركز، وقبوعها بمناطق نائية عن يد الدولة والسلطة، حيث يصعب تفادي الازمات والكوارث في وقت نسبي ووجيز، وقالوا إن المزارعين قدموا أرواحهم وممتلكاتهم في كثير من المناطق الحدودية منها الفشقة على سبيل المثال وأكدوا بأن منطقة الطيارة بجنوب النيل الأبيض تعاني الأمرين من تلك الفوضى الأمنية بالمناطق الحدودية التي تتجبر فيها مجموعات تابعة للحركة الشعبية المعارضة لنظام دولة جنوب السودان. وذلك بفرضهم لضرائب باهظة ورسوم متعددة وكمية من الأوتاوات ، وقالوا نحن مضطرون أن ندفع لهم مع الكراهة والإجبار وعلى مضض، وذلك لأنهم في كثير من الاحيان يأخذون عددا من الآليات المهمة والتي تعتبر قلب المشروع وصمام أمانه (كالتركتورات والحاصدات أو الزّراعات) كرهائن ضمان لتوريد الاموال لديهم من قبل المزارعين المتعسرين أو الذين لم يكونوا يمتلكون اموالا حاضرة في تلك اللحظة، فلذلك نضطر احيانا ان نستدين ونستلف حتى نحرر آلياتنا ومعداتنا من قبضتهم لنزاول عملنا بين سندان الخوف ومطرقة الابتزاز، فعلى الحكومة أن تعجل بترسيم الحدود بصورة نهائية، حتى يعرف كل فرد منا حدوده وحقوقه.

حرية سلام وعدالة
وأجمع مزارعون تحدثوا لـ(السوداني) أن الثورة رفعت شعار حرية – سلام وعدالة – ينبغي ان ينعم المواطن بتلك الشعارات على واقع ارضه حتى يزرع وينتج ويساهم في تطوير نفسه ووطنه بصورة اكبر وافضل ، وقالوا ان عمليات القمع تجاه المزارعين الذين يستدينون من البنك الزراعي ومشاريع التمويل المختلفة سيكونون اكثر عرضة للافلاس وربما ولجوا غياهب السجون اذا ما ظلوا يزرعون ويدفعون ضرائب للجهات الرسمية والجهات القمعية معاً، وقالوا اننا سنويا كنا ندفع بتقرير مفصل لعدد من الجهات الامنية والجهات المختصة وذات الصلة، ولكن للأسف كانت الاستجابة ضعيفة للحد البعيد، وقالوا طالما إننا ندفع ضرائب وعوائد وزكاة …الخ ينبغي ان توفر لنا الحماية الكافية، فحكومة العهد البائد لم تكن تولينا الاهتمام المطلوب ولو كان اهتمامهم بتوفير الامن والسلامة لنا بقدر اهتمامهم وحرصهم على تحصيل الضرائب والزكاة منا لكنا الدولة الاولى في العالم زراعياً ونحن مؤهلون لذلك، ولكن سيبقى موقفنا تحديا واضحا لأجهزة النظام الجديد التي نجحت في تمويلنا وتحفيزنا. نتمنى أن تنجح في حمايتنا وسلامتنا وتأميننا، خاصة ان مشاريعنا بها اصول ثابتة تقدر بملايين الدولارات، فالمشاريع فيها أكثر من 600 (تراكتور) وكم هائل من (الحاصدات والزراعات) وسيارات الشحن فكله يتطلب الحماية والرعاية حتى نتمكن من مضاعفة جهدنا وإنتاجنا وقالوا نقترح أن تشكل الحكومة وفدا رئاسيا كبيرا ورفيع المستوى ليقوم بمعية عدد من المزارعين بالتفاوض مع الجهات المتمردة هناك ومع حكومتها بحيث يكون من اول واهم اولويات تلك المفاوضات الحماية والتامين الكامل والشامل للمزارعين واراضيهم بقوة رسمية من الدولة تتناسب مع احتياجات طبيعة تلك المناطق الحدودية ، وبما ان المزارع هو الرافد الاول لخزينة البلاد لكوننا دولة زراعية فإن مسألة حمايتهم تعتبر واجبا وطنيا حتى تنطلق عجلة النماء والرخاء بصورة أجود وأفضل . كما تمسك عدد كبير من المزارعين بضرورة أن تحسم الحكومة ملف عدد المشاريع بمنطقة الطيارة بصورة أكثر جدية وشفافية وتحاول أن تحسم مسائل ترسيم الحدود حفظاً للحقوق ودرأً للمشاكل والفتن.
مدير شرطة الولاية يشرح …

وردا على ما اثاره المزارعون قال مدير شرطة الولاية ومقرر لجنة الأمن بولاية النيل الابيض اللواء ركن حسب الرسول عثمان، ايمانا منا بدورنا في القوات النظامية تجاة البلاد، ومن صميم مسؤوليتنا وواجبنا الوطني فإننا عن طريق لجنة الامن بالولاية قد اعددنا خطة محكمة لإنجاح الموسم الزراعي وحماية المزارعين والرعاه عبر هذه القوات التي تتكون من ست عشرة عربة مقاتلة تم إعدادها بصورة جيدة وتوفير كافة متطلباتها لأداء مهامها في تأمين المشاريع الزراعية و مسارات الرعاة وحماية الحدود، إضافة إلى مكافحة عمليات التهريب وضبط المتفلتين خاصة أصحاب (المواتر) غير المقننة واضاف أن هذه القوات استلمت مواقعها وبدأت في عمليات التمشيط بجميع المشاريع الزراعية ، واكد قيام هذه القوات بدورها في تأمين الموسم الزراعي وحفظ الاستقرار بالمحليات الحدودية ، وقال ان عددا من المشاكل بمنطقة الطيارة وقعت في مناطق خارج حدود دولتنا المتفق عليها لذلك نحن لا نتدخل في اي سياسة امنية داخل حدود بلد آخر احتراما منا لسيادة تلك البلاد وتقييدا واحتراما ايضا للمواثيق الدولية ، ولكن نحن مسؤولون عن أي تفلتات أمنية تحدث بتلك المناطق داخل حدودنا الجغرافية حتى لو ادى ذلك للمجازفة بحياتنا وأرواحنا فهي رخيصة من أجل الوطن.

The post مشاريع الطيارة بكردفان.. فوضى أمنية…. appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى