السودان اليوم:
ما كنا نحتاجه من حكومة حمدوك لم تشرع فيه..
كل الآمال التي تعلقت بها أمتنا ارتدت شؤماً وتشاؤما..
كل الذي خافه الناس فعلته حكومتنا..
كل المحاذير والهواجس والظنون..
لا تجد حفرة في الطريق إلا وسقطت فيها..
فمثلاً اقنعها البعض بضرورة استكمال هياكل الحكم المدنية وتعيين ولاة..
فهرولت مغمضة العينين لا تلوي على شئ سوي الولاة..
وبدلا من أن تكون مناسبة للابتهاج والتفاؤل واضافة نوعية موجبة في رصيدها نحو الإمساك بالخيوط والتخلص من حصار الأزمات الخانق فإذا بها تمثل أزمة الأزمات ومفتاح الجحيم..
(الشقي في الكبدة يلقى المخابرات الارترية)!!..
كانت التعينات تحتاج لجهود مضاعفة لتسويقها واقناع الجموع بها فإذا بها لقيطة لا تنتسب لأحد.
خرجت متحشرجة خجولة تحمل في طياتها نذير انتحارها..
ولأننا نتحدث عن حالة ثورية قريبة فان تصرفات حكومة الثورة قراراً وقبولاً وانفعالاً لا ينبغي أن يكون بعيدا عن تلك الحالة الثورية..
بدلا من تبيض الوجوه قطعت تعيينات الولاة السنة الاصطفاف الثوري.. مخيبة للآمال..
ثمة حواجز غليظة بدأت في البروز والارتفاع ما بين الحاضنة السياسية والحكومة وقاعدتهما الاجتماعية، ثم إن هذه الثلاثية تعاني من رضوض وشروخ عميقة في بنيتها كل علي حدا..
في أي لحظة مرشحة للانشقاق والتشظي..
واظن ان ذلك ليس جديدا على ساحتنا السياسية..
(ياها ويكتنا)..
▪️مثلما لم اجد داعي (لمفاصلة الإسلاميين)!!.
لكنها وفقا للظروف التي جاءت فيها كانت لابد مما ليس منه بد..
بدأت زي مشاجراتنا التي تستحيل إلى الحريق..
فتيلها كان (اختيار الولاة.).
ثم ارتفع العجاج..
و(الليلة السجن جابلو انكتامة وحرة
وكان الشعبي جرارقو
ويا ساتر علي ناس برة)..
و(ناس برة) لم يكن كلهم علي انتظار ردة فعل تلك (الانكتامة )..
ضربت المسرة بعضهم..
بينما انغمس الإسلاميون جميعا في تضاعيف العراك..
ولعوها في لحظات..
وشلعوها ببيان..
بدأ الخلافة سياسياً مثل ارثنا في كل الخلافات…
وخلاف سياسي تفريعي سرعانما استجمع الخيالات والرؤي ليصبح خلافا فكرياً وفقهياً ويتطاول زمانا وتأثيراً…
(وقلبي كجن الناس السوا ويتنقروا)
احتاج الترابي لسنوات عديدة ليكتشف عدمية ما فعل..
كان يحفر عميقاً لما سبق أن بناه بنفسه..
ومن كتبت عليه خطى مشاها..
لولا تلك المفاصلة لما اشتد استعار (الزلنطحية)..
طمعوا ونالوا (بعد أن بلغ البناء سلعاً)..
أولا المفاصلة لما كان مكان للارزقية..
(السقوط)كان الابن الشرعي للمفاصلة..
لذا لا تجدنا علي سرور من قرار تجمع المهنيين بالخروج من قحت وقرار حزب الأمة بالخروج من تعينات الولاة..
(الفراغ ما حبابو)..
يأتي بالمتردية والنكيحة..
وخروج حزب الأمة أشد علينا من خروج الأمة الحمراء..
ناس حزب الأمة فيهم (رقشة)..
بس امرق منهم بتاع الأديان (المسخوط)..
وناس (الموت السريري).
خروجهم خسارة كبيرة وبالجملة للمشروع الوطني..
والذي نتفق مع الصادق المهدي علي أنه يدار بنظام المقطوعيات (ومن دقنه وافتله)..
ولكن كان علي الصادق المهدي وهو يقدل فوق عديلو أن يدرك أنهم لمدركين..
(وما لا يدرك كله لا يترك كله)
وان البلد علي راي الشريف حسين الهندي(تولتت) -من to let- وانهم يا (يلحقوا يا مايلحقوا)..
الإمام يعرف أن البلد ممكن جدا يغطيها في الصباح منطق و(حدس ما حدس)..
أصبحنا نخاف على البلد لدرجة أننا نشفق على حمدوك وننشغل بفكرة كيفية تحويله الي سوداني كامل الهوي والضمير والدسم..
ومهما يكن..
فلن ندخر وسعاً..
الا أننا لا نستطيع مطلقاً الوعد بترديد أغنية (ايمان لندن) الجديدة:
(أنت مالك سمح كدة؟!)!!..
The post (مفاصلة ثانية)!!.. بقلم اشرف خليل appeared first on السودان اليوم.