خاص السودان اليوم:
لا اخال امرا تناوله الناشطون بكثير من الجدل وفى غضون ساعات امتلأت الاسافير بالنقاش حوله كموضوع تعيين السادة الولاة الذى تم فى المؤتمر الصحفى للسيد رئيس الوزراء مساء الاربعاء ، ومع ان القائمة التى تم الاعلان عنها تم تسريبها ولم تكن اذاعة الاسماء فى نفسها امرا جديدا على الناس حتى ان الدكتور حمدوك قال ان بلادنا لاتعرف الاسرار ولا يمكن اخفاء خبر فيها ، وقال تمنيت ان تكون اسماء هؤلاء الولاة جديدة على الناس ولم تطرق اسماعهم من قبل لكن هذا هو حال السودان ، نقول مع ان الاعلان لم يكن مفاجئا والاسماء تكاد تكون معروفة الا ان جدلا مكثفا ملأ ساحات التواصل الاجتماعى وتباينت اراء الناس وتقييمهم للخطوة مما اعطى الامر المزيد من الاثارة.
من القضايا المهمة فى هذا النقاش ما تعلق بتعيين اثنين من النساء واليتين لولايتى نهر النيل والشمالية ، وقد تناولت بعض اذاعات الاف ام صباح الخميس الامر وجاءت اراء الناس متوزعة بين الرفض للخطوة والقبول بها بل وتشجيعها حتى ان احدى المحطات الاذاعية قالت بعد برنامج للبث المباشر استمر مايزيد عن الساعتين يستقبل اراء الناس المستطعلين فى الامر ، قالت الاذاعة ان النتيجة مناصفة ف 50% مع الخطوة وال 50% الاخرى ضدها ، وهذا ما لم يكن يطمح له قادة الحرية والتغيير والحكومة الذين تمنوا ان تكون نسبة القبول فى الشارع اكبر من ذلك ، وكان السيد رئيس الوزراء قد قال فى مؤتمره الصحفى ان نسبة اختيار النساء فى الولاة جاءت دون الطموح داعيا الحاضنة السياسية الى اعانة الولاة والوقوف معهم وزيادة تمثيل المرأة فى اجهزة الحكم بالولايات ، وقد تبادل البعض رسائل فى وسائل التواصل الاجتماعى عن رفض الجعليين ان تكون على رأس ولايتهم امرأة وهناك بيان منسوب الى ناظر الجعليين بهذا الخصوص لكن لاحقا صدر نفى رسمى وتأكيد من ادارة النظارة موقفها مع الدكنورة امنة التى تم تعيينها فى منصب الوالى بنهر النيل ، ولابد من القول هنا ان نسبة البيانات كذبا الى الغير امر غيركريم ومخالف بشكل تام للاخلاق والقيم والدين .
موضوع اخر ثار حوله الجدل و هو تعيين والى شمال كردفان وقد قيل ان تظاهرات انطقلت فى عاصمة الولاية – مدينة الابيض – وفى الحى الذى يقطنه (حى القلعة شمال) رفضا لتعيينه باعتباره فاشلا فى تجارب صغيرة من قبل اذ كان مسؤولا عن ملف الخبز والغاز فى المدينة ولم يحقق اى نجاح فكيف يتولى منصب الوالى بكل تحدياته والمرحلة العصيبة التى تمر بها الولاية والبلد ككل . اخرون قالوا انه على المستوى الخاص غير ناجح فهو صاحب احدى المدارس الخاصة فى الابيض وهى من المدارس الفاشلة بحسب كلام بعض اهل المدينة , وقيل انه فى السنة الماضية لم ينجح احد فى مدرسته ، وهذا الكلام يبدو بعيدا عن المنطق ، وقالوا ايضا ان مدرسته قد اغلقت من السلطات العام الماضى لعدم وجود حمامات بها ، وكتب البعض ان شخصا يفشل فى انشاء حمامات فى مدرسته الصغيرة والمحدودة مما يعرضها للاغلاق كيف يدير ولاية كاملة بكل تعقيداتها واحتياجاتها ، اخرون شككوا فى انتماء الرجل وقالوا انه ذو علاقة بحزب الاصلاح الان ونشرت له صورة مع القياديين الانقاذيين الدكتور غازى صلاح الدين والسيد ادم الفكى وهذا يعتبر طعنا قويا فى الرجل لو اثبته الطاعنون.
وفى ولاية كسلا كانت الاحتجاجات على تعيين الوالى اكثر عنفا وأشد قسوة اذ اقتحم المحتجون مقر الحكومة الولائية واضرموا بعض الحرائق فى فنائه ، وقيل ان بعضهم كان يحمل اسلحة بيضاء مما استدعى صدور امر من امين عام الحكومة لكل موظفى الأمانة وعمالها باخلائها حفاظا على ارواحهم ومنعا من حدوث تفلتات واعتداءات تعقد الامور بصورة اكبر .
ايضا تحدثت المواقع الاخبارية عن ربكة كبرى قد يحدثها الخبر القائل بان حزب الامة وجه بعض الولاة المعينيين بالاعتذار عن قبول التكليف باعتبارهم اعضاء الحزب ومرشحوه للمنصب ، وان السيد رئيس الوزراء باعلانه عن الوزراء خالف رؤية تم الاتفاق عليها بينه والحزب مما يعنى ان لا يشترك منسوبو الحزب فى الحكومة.
البعض انتقد تعيين احد ممثلى حركة حق كوال فى هذا التشكيل باعتبار ان حركة حق حركة صفوية لاتمتلك امتدادات جماهيرية ، وهذا يجعل من هذا التعيين غير ذوى معنى .
انها تداعيات ما بعد الاعلان عن الولاة والجدل اللاحق لهذا الاعلان وربما يحمل لنا الغد ما لانعرفه او حتى ما لا نتوقعه فكل شيئ فى بلادنا يصبح ورادا .
The post جدل ما بعد الاعلان عن تعيين الولاة appeared first on السودان اليوم.