السودان اليوم:
يبدو أنه كتب علي الشعب السوداني الطيب أن يعيش الأزمات المتلاحقة أزمة تلو أخرى عدم توفير الضروريات والخدمات الأساسية التي تعاني كل يوم شحاً ونقصاً مريعاً، من معاناة المواصلات وغلاء الاسعار وارتفاعها اليومي وشح الوقود والخبز والكهرباء، بعد كل تلك المعاناة والحرمان من كل ذلك الان حان دوره لياخذ نصيبه من معاناة من نوع اخر وهي شح المياه نتيجة لانخفاض مناسيب النيل المفاجئ الذي خرجت معه العديد من محطات الخدمة من العمل بما جعل البلاد في شبه حالة من العطش!!بحيث أعلنت هيئة مياه ولاية الخرطوم عن خروج عدد من محطاتها النيلية عن الخدمة جراء أنحسار مفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق ونهر النيل .
وقال مدير عام هيئة مياه الخرطوم المهندس أنور السادات الحاج محمد “إن محطات الصالحة “أ” و “ب” وبيت المال ، وشمال بحري، وام كتي، والشجرة خرجت عن الخدمة جراء الإنحسار المفاجئ للأنهار الثلاثة، كاشفاً عن إنزال منصات مضخات المياه الخام لادنى مستوي لها في محطة مياه سوبا، ومحطة مياه بحري القديمة، ومحطة مياه المقرن، ومحطة مياه المنارة، مبيناً أن مانجم عن الإنحسار أدى لخفض كميات المياه النقية المنتجة من المحطات المذكورة”.
الان يبدو ان السودانيين سوف يختبرون ازمة جديدة. ازمة لم يختبونها من قبل او يواجهون بمثلها اخلاف النيل مواعيده وانخفاض مناسيبه في عز فصل الامطار.
نعم انها الكارثة ما الذي غير مناسيب النيل وجعلها تنخفض في عز فصل الامطار؟!
هل هنالك سبب راجح وواضح غير بحيرة سد النهضة العظيم!؟ كثير من الخبراء يؤكدون ذلك وعلي الرغم من الاختلاف الكبير بينهم حول تاثيرات سد النهضة علي طبيعة النيل العظيم ومناسيب مياهه المتدفقة مابعد البحيرة وسدها الا انه فيما يبدو هنالك ارجحية لوجهة نظر الخبراء التي تخالف راى الذين لايرون في السد خطرا علي السودان او مصر بحجة انه ليس من اجل استخدام المياه في الزراعة ، وانما هو من اجل التوليد الكهربائي وحسب. بحيث الآن يكتشف الجميع ان هنالك انخفاضا في المناسيب جعل العديد من أحياء الخرطوم تعيش معاناة جراء انعدام مياه الشرب بعدد من احياء العاصمة هذا بخلاف مشاكل المياه النظيفة الاخرى المستمرة طوال عهود في بعض مدن الولايات الاخري علي الرغم من فصل الامطار وعدم اكتمال ملء بحيرة السد بطاقتها القصوى.
هذا ان صدقت رؤية القائلين بسبب السد!! ليبرز التساؤل الكبير كيف يكون الحال اذا تم ملئها بالطاقة القصوى في مرحلتها الثالثة والاخيرة بحوالي 114 مليار متر مكعب؟!!
هل يتوقع السودان بروز مشكلة اخرى العطش لا في الشرب وحسب وانما الخشية كل الخشية في توسعها الي مياه الري الزراعي وهي مشكلة لم تكن طوال عهوده منذ فجر التاريخ الان يختبرونها في اهم مورد استراتيجي المياه مع ضعف البنية والاستعدادات سواء في الشرب او الري نتوقع حالة كارثية، ومع الاخذ في الاعتبار اكتمال هيكل السد او قرب اكتماله بما يجعل من الاعتراض او التعديل او حتي الاتفاق بصورة معقولة تتضمن مصالح البلاد ومخاوفها بات امرا مستحيلا امام سياسة الامر الواقع التي تمارسها الجارة اثيوبيا وهي التفاوض دون الالتزام بما يعطل سير وجدولة عمل السد. وربما يرى بعض السودانيين انه كما انتشر من انعدام اي اثر سالب للسد بل يتضمن فوائد جمة بالنسبة لنا ، وليس اي دخل بالشقيقة مصر ، ولندعها تصرخ وغاب عنهم ان اي اثر سالب قبل تاثيره علي الشقيقة مصر سوف نكون اول المتلقين له فيجب التفكير مرة اخرى وان يسمح الوفد المفاوض باعطاء نفسه فرصة للاستماع للرأى الاخر قبل فوات الاوان.
The post انخفاض مناسيب النيل يهدد بشح كبير في إمداد المياه appeared first on السودان اليوم.