(1)
] اقرأ لبعض كتّاب الثورة أو المحسوبين عليها، فأعيد (التفرّس) في ملامح (الصورة) اعلى العمود بعد الهجوم العنيف على حكومة الثورة مراجعاً اسم الزاوية والكاتب، ان كان هو إسحاق فضل الله أو الصادق الرزيقي، وعندما اصدم بغير ذلك اراجع اسفل العمود، فقد يكون المقال (رسالة) من أنس عمر من داخل محبسه، أو أحمد هارون من سجن كوبر.
] ولا احسب أن إعلام الثورة لو كانت تقوده (كتائب الظل) يمكن ان يفعل هذا الذي يفعلونه في حكومة حمدوك تشبثاً بالظهور في ثوب (المحايد) أو (المستقل)، أو الذي يقدم (مهنيته) حتى على حساب الثورة المجيدة.
] لقد كاد بعضهم أن يلبس (المريلة) ويحمل (الفوطة) في سبيل تقديم خدمة (5) نجوم للنظام البائد.
] وبعضهم يحاول أن يقفز من (القطار) ظناً منه ان أوان افول حكومة حمدوك قد حان، وبعضهم كان ينتظر (منصباً) في الحكومة أو (مكالمة) من السيد الوزير أو (سيلفي) مع حمدوك، فعندما لم يجده سل سيفه البتار على الحكومة متخندقاً وراء ستار الاوضاع الاقتصادية الصعبة.
] لا غضاضة لنا في أن يفعل ذلك الطيب مصطفى او شيعته فالحريات متاحة للجميع، أما أن يفعل ذلك من يلبسون لباس (الحرية والسلام والعدالة) ويدعون نصرتها فإننا نحسبه منهم (طعناً) في خصر الثورة الظافرة بإذن الله وتوفيقه.
(2)
] الإعلام الرسمي الآن في الصحف والفضائيات والإذاعات غير جدير بالحكم على حكومة حمدوك ــ هذا الإعلام مازال يمثل الامتداد الطبيعي للنظام البائد ــ نشأنا في صحفهم وكتبنا تحت ادارتهم وصرفنا من خزائن صحفهم، ولم نخرج حتى الآن من قبضة (30) سنة كانوا يحددون فيها حتى (الصورة) التى يجب ان تنشر مع (المادة)، ناهيك عن (المادة) نفسها، بعد أن يجيزوا الأخبار والخطوط أو يلغونها كليّاً او يأتون بها (مجتمعة) وهي (مطبوعة) لمصادرتها من المطبعة قبل التوزيع.
] افشل من حكومة حمدوك (إعلامنا) الذي مازال يعمل بنظام (هجم النمر)… نحن شركاء في هذا (الفشل).
] كل الذين أقرأ لهم ممن ينتقدون حكومة حمدوك يفتتحون مقالهم بالقول انهم لا يشككون في (شعبية) حمدوك العريضة وفي (جماهيرته) الكبيرة (القبول) الذي يجده من الشارع السوداني ــ وهذه الاشياء لو يعلمون لا تصرف من خزائن (ديوان الزكاة)، هذه اشياء تفرزها مسببات حقيقية وقوية ومنطقية. لا تنتج من فراغ.
] عثمان ميرغني قال إن (الشعبية) التى وجدها حمدوك لم يجدها إلّا الامام محمد احمد المهدي، حيث لم يتفق الشعب السوداني على احد بعد الثورة المهدية إلّا على (حمدوك) ــ لا الازهري ولا المحجوب ولا عبد الرحمن المهدي ولا علي الميرغني ــ مع ذلك نزل عثمان ميرغني (تقطيعاً) في حمدوك وتأكيداً على فشله ورسبوه في كل الامتحانات التى جلس لها… وكأن حمدوك جاء بقبوله من (سوبر ماركت).
] عثمان ميرغني لأنه (ناظر) عموم الشطحات الذي لا يضاهى ــ اقترح وهو يجلس في مكتبه، امام فنجان قهوة (بارد) ان يذهب حمدوك الى (مجلس السيادة) على ان يبقى رئيساً له، على طريقة (اذهب للقصر رئيساً) لأنه فشل في ان يكون (رئيس وزراء)، وكأن جزاء (الفشل) أن يصبح الرجل (رئيساً) لمجلس السيادة السوداني.
] أعجب أن يجد حمدوك مع كل الضيق والأوضاع الاقتصادية الصعبة دعماً وسنداً (شعبياً) لا مثيل له في الشارع السوداني ــ لا أحد يطعن في حمدوك حتى خصومه، غير أن من يدعون حرصهم على الثورة يفعلون ذلك.
] حمدوك نصره (الشعب) وسنده عندما خذله (الإعلام).. بقي أن أقول لكم إن (المفكر) عثمان ميرغني الذي قطع بفشل حمدوك هو الذي اقترح قبل ذلك ان يكون فيصل محمد صالح رئيساً للوزراء.
] التنبؤ بالفشل و (التفول) والتبشير به اخطر من (الفشل) نفسه ــ نحن في هذه الفترة ليس لنا غير (المعنويات العالية) و(الروح الثورية) التى نراهن عليها فلا تهزموها بهذا الشطط.
] (لا خيل عندك تهديها ولا مال) ــ فلماذا لا يسعد النطق؟، ونحن لا شيء عندنا الآن غير ذلك.
] الشهداء سددوا فواتير ذلك ــ فلا تتأخروا عنهم.
(3)
] الأحزاب السودانية والحركات المسلحة وقطار مبارك الفاضل الذي فات و (ثلته) ــ كلهم ينتقدون (الحكومة الانتقالية) من أجل أن (يفجوا) لهم مكانة للمشاركة فيها.
] حزب الأمة القومي ظل يراهن على فشل الحكومة الانتقالية قبل حتى إعلانها، وكان يثبّط في كل الأمور التي تؤدي الى النجاح والوحدة والاتفاق، فليس هناك شيء اتفقوا عليه إلّا خرج حزب الأمة القومي ضده.
] حزب الأمة القومي الذي كان ينتقد وينتقد ويرفض المشاركة الآن يلهث مثل (مفطوم الرضاعة) من اجل المشاركة في الحكومة ولو في منصب (الفة) سنة رابعة.
] المؤتمر الوطني (المحلول) كان يرفع شعارات الاسلام ولا يعمل بها، ولا يختلف عنه الحزب الشيوعي السوداني الذي يرفع شعار عدم المشاركة في الحكومة ويشارك في كل شيء بما في ذلك (فنجان القهوة) الذي يُعد في القصر الجمهوري أو في مجلس الوزراء.
] عباقرة الحزب الشيوعي السوداني وجهابذته ألا يعلمون أن حكومة حمدوك حكومة (برنامج) وليست حكومة (أسماء) ــ لذلك لا تعنينا كثيراً (الأسماء) التى تشارك في الحكومة بقدر ما يعنينا (برنامجها) الذي وضعه الشيوعي… الغريب أن الأسماء التي تشارك في الحكومة اما هي من الحزب الشيوعي أو أنها كانت منه ــ فلماذا (التنكر) والتنصل عن المسؤولية؟
] إن كان هناك فشل لحكومة حمدوك فهو فشل يحسب للحاضنة السياسية كلها ــ تشعّب (الحرية والتغيير) يجعلنا نقول إن المؤتمر الوطني (المحلول) لو أراد (الكيد) لحكومة حمدوك لما نجح في ذلك كما نجحت (قحت).
] أما (تجمع المهنيين) الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، فقد اختلف اهله وتصارعوا وتناحروا في (ورثة) صفحة على (الفيسبوك).
] أقصى ما يمكن أن يعطينا له (تجمع المهنيين) هو أن يصدر (بياناً)، وقد بقي التجمع على هذا الحال حتى بعد سقوط البشير… نهايته وسقفه هو إصدار (بيان).
] الفشل عندهم (عادي) ــ أما في حكومة حمدوك فهو (كارثة).
] الإعلام والأحزاب والحركات المسلحة وتجمع المهنيين ــ كلهم كتلة من (الأخطاء) وبحر من (النرجسية) و (الذاتية) و (الآنا)، مع ذلك يريدون أن يظهروا في ثوب (الملائكة) أمام حكومة حمدوك ــ لهذا نقول إن (فشل) حكومة حمدوك إن كان فهو طبيعي في ظل تلك (الحواضن) الخاسرة التي أشار إليها وزير المالية المستقيل إبراهيم البدوي في بيانه الأخير.
(4)
] بغم/
] يا عالم الثورة (ما بوفيه مفتوح).
] إنتوا عاوزين تهتفوا للشهداء وتقبضوا (ثمن) تضحياتهم الغالية (مناصب) و (ترقيات) و (نثريات).
] صبر على حكومة الثورة (أهل الشهداء)، أصحاب الجلد والرأس، ألّا تصبرون أنتم ناس (الكهربة قطعت)!!
صحيفة الانتباهة