السودان اليوم:
تقع جمهورية مالي فى حزام الفقر – بسبب سياسات الاستعمار الفرنسى والحكومات المرتبطة به – والتعرض لضربات الحركات الارهابية وبالذات تنظيم انصار الشريعة المرتبط عضويا بتنظيم القاعدة المجرم , وكغيرها من نظيراتها الافريقيات يتطلع شعبها للعيش الكريم الذى يكون قوامه الامن والسلام والرفاه والتداول السلمى للسلطة بعيدا عن ما تمارسه النظم القمعية من تجميل لنفسها واقامة انتخابات صورية تكرس بقاء الزعيم وحزبه مدى الحياة , وهذا هو الوضع العام فى غرب افريقيا ومالى ليست استثناء من ذلك .
وفى ظل الازمات المتراكمة التى تعيشها البلد والضائقة التى يعيشها شعبها اضافة الى ما نتج عن جائحة كورونا من ازمة اقتصادية عالمية عانت منها حتى الاقتصاديات العملاقة القوية فكيف بهذه الضعيفة الهشة اصلا , انها حتما ستعانى من مشاكل كبرى ويعيش شعبها صعوبات جمة وهذا بالفعل ما حدث وانتج احتقانا عاما فى الشارع تحرك على اثره بعض الناس مطالبين باصلاح اقتصادى
وسياسى يتيح لهم الخروج من عنق الزجاجة وقد اتسعت رقعة التظاهرات التى رفعت شعارات تدعو الرئيس ابوبكر ابراهيم كيتا الى التنحى , وتقول الانباء ان احداث نهاية الاسبوع شهدت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الغاضبين والشرطة اسفر عنها مقتل شخص على الاقل فى محيط الجمعية الوطنية – البرلمان – وحول الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ربما سقط قتيل ايضا حيث أطلقت الشرطة الرصاص والغاز المسيل للدموع في محاولة لإبعاد متظاهرين كانوا يطالبون باستقالة الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا ويحاولون احتلال مبنى الإذاعة والبرلمان , وقد توقف بث التلفزيون الرسمي “أو.آر.تي.إم” بعد احتلال مئات المحتجين المبنى في العاصمة باماكو , وحاول المحتجون الذين دعاهم للتجمع تحالف معارض السيطرة على جسرين رئيسيين.
وهذا ثالث احتجاج منذ يونيو وجاء بعد رفض تحالف معارض تنازلات قدمها كيتا بهدف حل أزمة سياسية مستمرة بدأت قبل أشهر عقب إجراء انتخابات تشريعية في مارس متنازع على نتيجتها.وقد أعيد انتخاب كيتا لخمس سنوات أخرى في 2018 لكنه يواجه معارضة متزايدة في ظل تصاعد أعمال العنف التي يقوم بها المتشددون وتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد , وبعد محاولات المحتجين اقتحام مبانى هيئة البث الاذاعى والتلفزيونى والسيطرة عليها حاولوا ايضا السيطرة على مؤسسات اخرى وسعوا الى اقتحام مبانيها ومنها الجمعية الوطنية ومكتب رئيس الوزراء فى بداية حملة عصيان مدنى تهدف لاجبار كيتا للتنحى لكن احتجاجات باماكو تحولت الى شيئ من الفوضى ومن المتوقع ان لم تصل الاطراف الى حل توافقى ان تجر بلادها الى الضياع .
وفى هذه المساحة ننصح اخوتنا فى مالى ان يستمعوا لصوت العقل ويبتعدوا عن ما يمكن ان يتسبب فى ضياع بلدهم وليتعظوا من ما جرى فى كثير من البلدان التى كانت مستقرة ثم نخرها داء العنف فاصبحت اثرا بعد عين.
The post ليحذر اهل مالي العنف فإن عاقبته الندم .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.