خاص السودان اليوم:
من الشخصيات المعروفة على الساحة السياسية السودانية الاستاذ ياسر سعيد عرمان القيادى بالحركة الشعبية والعضو القيادى ايضا فى التحالف المعروف بالجبهة الثورية , وقد تعرض عرمان لهجوم مكثف طوال سنوات الانقاذ وبالذات قبل توقيع اتفاق السلام مع الحركة الشعبية بزعامة الدكتور جون قرنق وبعد السلام ومجيء الرجل للبلد وتعرف الناس عليه من قرب تغيرت الصورة التى فى اذهانهم له خاصة اولئك الذين لم يلتقوه من قبل وانما فقط تكونت معرفتهم به من سماعيات صادرة عن خصومه الاسلاميين الذين ظلوا يكيلون له السباب والشتم ويتحدثون عن علاقته بامور منها اغتيال طالبى الاتجاه الاسلامى بلل والاقرع ونفى الرجل هذا الاتهام لكن قوة اعلام الجبهة الاسلامية جعل من ياسر عرمان القاتل الحقيقى دون تحقيق فى الامر ليكتشق كثيرون لاحقا ان الاتهام سياسى لا قانونى , ولانريد هنا ان نفصل فى امر اتهام عرمان او براءته من الجريمة فهذا مكانه سوح القضاء لكننا اردنا القول ان شخصية ياسر تعرضت لتشويه متعمد ومستمر انتج صناعة شخص قاتل مجرم اقصائى لايؤمن بالحوار ولايعطى الاخرين حق الاختلاف معه وظلت هذه هى الصورة المرسومة له فى اذهان الكثيرين كما قلنا الى ان بدأت تتغير شيئا فشيئا بعد تعرف الناس عليه من قرب واكتشافهم انه ضحية استهداف سياسى , ولايعنى هذا الكلام ان عرمان ملاك وبلا اخطاء فهو احد الساسة الذين عليهم ملاحظات وكما يتفق معه البعض يختلف اخرون وهذا امر مشروع لا اشكال فيه لكن المطلوب من الناس الانصاف وان يقال للمحسن احسنت وللمسيء اسأت , ولا شك ان شخصية كياسر عرمان يكثر الخلاف حولها لكن كيف ينظر ياسر نفسه الى خصومه والعاملين منذ عقود الى اقصائه وشيطنته ؟ انه رجل عركته التجارب واستفاد من تراكم الخبرات والاختلاط بالكثيرين هنا وهناك فاصبح من دعاة الوفاق الداعين الى رفض الاقصاء ومع الاصوات التى تتعالى بالشعار الذى يردده البعض (اى كوز ندوسو دوس) فان لياسر عرمان كلاما مخالفا يستحق الاشادة به والعمل على نشره بين الناس ليعرفوا ان هذا البلد لا تنم معالجة مشاكله والانطلاق به نحو البناء والتعمير الا ان تجاوز الجميع الاقصاء وتواضعوا على قبولهم ببعض , وهذا ما ظهر فى كلام عرمان واستحق عليه الاشادة وجعلنا نقول ان الرجل يمتلك وعيا ونضجا يفتقده كثير من الساسة فماذا قال الرجل ؟
ادناه الخبر الذى نشير اليه :
قال الأستاذ ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال “نحن على وشك توقيع اتفاق سلام، يمهد لاستكمال مؤسسات الفترة الانتقالية، وهي خطوات تشجع الحركات التي لم تشارك في التفاوض. ودعا عرمان في برنامج حديث الناس على قناة النيل الأزرق لقيام مشروع وطني شامل ينهي الحرب ويؤسس لمرحلة جديدة من الحوار حول مختلف القضايا خاصة أن مشكلة السودان تكمن في عدم وجود مشروع وطني واضح الملامح، وعدم المواءمة بين السلام والديمقراطية، منبها الي وجود هشاشة في البناء ووجود انقسام أثنى واجتماعي، وأضاف أن المؤتمر الدستوري الذي تم الاتفاق حوله يمكن ان يحسم هذه القضايا، مشددا على ضرورة مواصلة الحوار بين كافة السودانيين حول المستقبل، وإزالة التربص داخل القوي السياسية، وعدم ابعاد التيار الإسلامي المعتدل. وأضاف عرمان انهم طرحوا خلال التفاوض قضايا قومية، مثل مكافحة العنصرية، العدالة الانتقالية مبينا ان العمل المسلح لا يمكن أن ينتج دولة ديمقراطية، وان السودان محتاج لجيش واحد مهني غير مسيس، وان الترتيبات الأمنية مربوطة بالترتيبات السياسية.
انها دعوة تستحق الاشادة والاحترام من رجل اثار الكثير من الجدل وقال كلاما يلزم ان يقال له فيه احسنت
The post وعي ونضج عرمان يفتقده كثيرون appeared first on السودان اليوم.