ربما احتجنا الى تفسير العنوان للكثيرين من افراد الجيل الجديد ..جنا النديهة هو ذلك الطفل الذي اتى بعد طول انتظار وترقب ..طرق اهله كل الأبواب من اطباء ومشايخ ..ولم يدخل اليأس قلوبهم من رحمة ربهم ..عندما اتى الطفل ..احاطوه بعناية مبالغ فيها نتيجة حرصهم عليه وخوفهم ان تصيبه علة او مكروه لا سمح الله ..ينشأ الطفل ضعيفا ..واهن الجسد ..كثير الأمراض والعلل ..لذلك تجد ترددهم يكثر للاطباء طلبا للعلاج ..وكل يوم يجربون وصفة مغايرة ..عسى ان تشفى صغيرهم وتريح قلوبهم ..والمشكلة لا حل لها ..فالصغير مناعته ضعيفة ..وكثرة الادوية تؤذيه اكثر مما تفيده ..طيب الحل وين ؟؟ يجب ان يعامل كبقية الأطفال ..يخرج الى الشارع ..يلعب بالطين ..يجرح ساقه ..تصيبه النزلة ..ياكل الفتة والبوش مع الاطفال ..وبس خلاص.
الديمقراطية في بلادنا …مثل (جنا النديهة) ..نتحصل عليها بعد طول انتظار وترقب ..وكل مرة ..تكون حياتها قصيرة ..تقتلها الازمات وتقضي عليها التوقعات العالية ..بعد انتفاضة ابريل في عام 85 ..استمرت الديمقراطية ثلاثة اعوام فقط ..قضت عليها اضرابات النقابات في المقام الاول ..كنا نخلص من اضراب الاطباء ..ليدخل القضاة في اضراب ..تتحل المشكلة ..يضرب المعلمون ..وهكذا ..لم يجد جنا النديهة بدا من المغادرة ..فكان ان قضت الجبهة الاسلامية على حياة الديمقراطية في فجر الثلاثين من يونيو 1989.
هذه المرة كان الامر مختلفا بعض الشئ ..اذ ان (جنا النديهة ) كنا حريصين على اعطائه جرعات التطعيم من الاضرابات ..ربما كان لذلك الوعي الذي انتظم النقابات الفضل الاكبر فيه ..لكننا لا نزال نتعامل مع حكومة الثروة بذات فهم (جنا النديهة ) ..لم يسأل احد السادة الوزراء عن الخطط الاسعافية التي سيقومون بتطبيقها عند توليهم الوزارة ..وهاهم يغادرون دون ان نستمع لدفوعاتهم ..خاصة اؤلئك الذين لم يقدموا شيئا ملموسا على ارض الواقع (وزير الزراعة على سبيل المثال )..وهذا يقودنا الى السؤال المهم ..لماذا يغادر بعض الوزراء ..ويبقى البعض ؟؟ هل المستمرين كانوا من الجودة بمكان ؟ ام ان المغادرين كانوا من السوء بحيث توجب اخلاء اماكنهم ؟ ام هي الرأي والحرب والمكيدة ؟
تفاصيل قولي والمجمل ..اتمنى من كل قلبي ان نستفيد من اخطاء المرحلة السابقة ..لايدخلن علينا وزير بدون خطة مدروسة تعرض على لجان متخصصة ..وهذا الوزير نفسه يتم استجوابه من قبل رئيس الوزراء على اداء خطته التي تم التوافق عليها ..هذا هو الحل حتى يصير لدينا برلمان كبقية البلدان يكون في امكانه استدعاء الوزراء ومساءلتهم ..اما ان تجلس الحكومة مراقبة لانفعالات الشعب في الفيس بوك وتوتير …ومتابعة الهاشتاقات ..(كلنا فلان )..او (معا لازالة علان ) ..كدا يبقى اوووفر جدا ..وبالطريقة دي سنعيد اخراج مسرحية (جنا النديهة ) بذات السيناريو والحوار ..الاختلاف فقط سيكون فيمن سيتولي اذاعة البيان الاول ..اقصد من سيتولى دور (البطولة).
صحيفة الجريدة