السودان اليوم:
يوم 30 الجاي ستخرج المسيرة ضد ومع الحكومة!!
نفس الشخص وذات الهتاف سيكون (مع وضد) ما يحصل في ذات الوقت والحين!!
ولكن بطريقة مموسقة ولادنة وناعمة وحلومر..
وتلك توليفة جديدة تسعى بعض القوى السياسية استحضارها وتوفيرها ليس فقط لاجتثاث بؤر الحراك ونزع فتيل المخاطر المحيطة فقط..
ولكن لالتقاط مشروع الإحباط وحمله جنباً بجنب مع لافتات المناصرة والتأييد، ان تكون اللاعب وخصمه والحكم والجمهور..
البطولة والكومبارس!!
ذلك (الاتحاد والحلول) العجيب..
الانغماس والاندغام في ذلك الانفصام..
لا شئ حقيقي ولا صحيح بالكامل فكله هناك “ممسرح” في الشارع العريض الممدود صوب القصر !!
و(مرة اضحك
ومرة ابكي
ومرة اهرب منو واشكي
ومرة اتحمل أسآيا)
▪️في يوم 30 سنرى التطبيق العملي لاسطورة (السنتر فرويد) الذي يرفع الكورنر وبجري يجيب القون..
وسنشاهد ذلك (الخطيب) الذي يفكر في (العرس) كما يفكر في (الطلاق) في آن..
▪️وتطل تلك (الشِدة ) التي تملكها الحرامي وهو يسرق الجنريتر والحفلة مدورة..
وكان الظن أنها مجرد حكايات للونسة وتزجية الوقت..
لاستحالة حدوث تلك البراعة.. لشبهة التجديف والمفارقة..
(شدة الحرامي السرق الجنريتر والحفلة مدورة)
وتلك من صيغ المبالغة التي يطلقها الوجدان الشعبي اعجاباً ببعض (الشدات) والنماذج الفارعة والفارقة..
ولكن تلك (الشِدة) المستحيلة تقارب الواقع الآن!!..
يجري استنساخها..
ولكن؟!..
ماذا لو حصل ونحن افترقنا..
وتغير الديكور واشتعل المطر؟!..
من المدفع طلع خازوق..
مثلاً..
حيث لا ينتظر خروجها الآن من (الأبرول) ..
فمع الإغلاق لم تعد إيد العامل (هي البتنتج) ولا (الماكينات الأمريكية)!!
▪️أي هظار مع باقي (روح الحكومة)-الزيتها طالع- قد يقتلها ..
هي لا تحتمل أي هتاف واي حالة حزن ستودي بحياتها..
فهي على (الحركرك)..
والحركرك زاتو شاكي..
أي كلمة ممكن تروح فيها..
لكنهم يحتاجون أن يبقى الشارع ساخناً..
(Keep it hot)
والا تسقط الحكومة..
▪️فكرة المعية أن تحتكر الهتاف.. ومحمد الفكي سليمان..
الحكومة الانتقالية ليست ذات أحلامهم في الخلوص والخلاص.. وإلا لكانوا وظفوا لها قاعدة الانتاج والنهضة والاعمار..
لكنها جرادة في الكف؟!
كل المرجو أن تصمد الحكومة لذلك الحين والأوان..
وحتي زمان سقوطها فان عليها انجاز بعض أعمال الهدم والازالة وسيكون شارعهم (المصنوع علي عين) جاهزا لترتيب وانجاز بقية المقاولة..
▪️لن يلتفت يوم 30 لأزمات الناس الحياتية!!..
لن ينظر الي تلك الصغائر..
سيقول كل الكلام (الني)علي نحو مخجل وصفيق..
بينما يبقى المهم والحال الضروري نسياً منسياً..
فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان!!..
▪️قالت الغرف المغلقة أن ذلك ممكناً..
الاحتفاظ بالشارع..
ولجان المقاومة.. ولجان التغيير وأسر الشهداء والحكومة..
وفي سلة واحدة.. تحت سقف واحد!!
وليه لا؟!
حبة بوهية..
وكم بت سمحة..
ودربُكة..
وطبلة..
واهو ناس تغير وتنبسط..
بينما الخبر فعلاً ان القلوب والحناجر بين اصبعين من اصابع الرحمن..
وانقلاب السحر على الساحر ممكن وقريب..
صحيح انهم مارسوا تدريباً جيدا ومصروفاً عليه طوال الاسبوع الماضي..
إذا جابوا الشوارع.. و تدربوا في كل الأجواء والميادين وانجزوا بروفاتهم ليوم الـ30 ..
لكن خوفهم مقيم..
تراه في كل شي..
في منبر سونا والتلفزيون والميديا والعيون!!..
وهو خوف مستحق ومبرر..
فكم من حكاوي (ما خطرت ببال) تعود لتقول شيئا مغايراً..
قال الهلالاب انهم انجزوا هذا ذات مرة..
كان المريخ وقتها (نارو حمراء).. نزل الملعب ولم يأت الفريق المنافس”الجيش الانجليزي” دون اعتذار..
ولان التذاكر مباعة عمد طلعت فريد إلى (تلقيط) بعض الهلالاب من المدرجات ليلعبوا دونما (كدارات) وبملابس عادية مباراة العمر والمجازفة مع المريخ المستعد والجاهز..
وعينك ما تشوف الا النور..
مباراة كانت على موعد مع التاريخ والركبان..
وحياتكم يا غالين…
رصعونا مع الرأفة والهتاف المر الذي خلد:
(حفايا وعرايا … قونين كفاية)..
▪️الم يكتبوا بأنفسهم:
(من الشرارة يندلع اللهيب)..
الجماهير لا يُحتفظ بها في تلك الحافظات..
فالثلاجات للموتي..
وللعاهر الحجر..
والمارد لا يدخل القمقم الا في قصص “ألف ليلة وليلة” وحكايات “كليلة ودمنة”..
أما الواقع الحقيقي (ففيزياؤه) لا تزال بذات القوانين..
لن تُستغفل..
خبرتموها يوم ان (خلعتكم) ذات الجماهير وانزلتكم لتحمل النميري على أكتافها ثم تفرغت بعدها لمطاردتكم دار دار… زنقة زنقة..
يومها تحول الهتاف من:
(كل السلطة بيد الجبهة)..
الى النحيب:
(كل الجبهة بيد السلطة)..
فهل يعيد التاريخ نفسه..
ومالكم لا تتعظون.
The post المحاولات الجارية لتدجين الشارع.. بقلم اشرف خليل appeared first on السودان اليوم.