السودان اليوم:
الحمد لله أن مؤتمر برلين للشراكة الذي عُقد الخميس الماضي بالمانيا كان عبر الأثير ولم يكُن بالحضور الشخصى للمشاركين وإلا فكان ستكون على السودان (ميتة وخراب ديار) إذا ما أضيفت لها أجرة الطائرة (الما خمج) والنثريات وغيرها مما لا تعكسه الكاميرات من (البعزقة) و(طقيش الكبابي) ، لم يأتى نُشطاء حكومتنا بجديد فقد مارسوا ما كانوا يُمارسُونه أيام مُعارضة الانقاذ بميادين (النجيلة) بأوروبا من عرضٍ بئيس للفقر والجوع وحالات الترويع و الاغتصاب المزعُومة عبر شاشات العرض العملاقة يستجدون الخواجات والمنظمات اليهودية ذهاب (الانقاذ) فما زالت العقلية المُعارضة تسيطر عليهم حتى بعد أن أصبحوا حُكاماً . وقد فضحوا أنفسهم أمسية الخميس ففي حين أن الأوروبيون وغيرهم من المشاركين سموا المؤتمر (بمؤتمر برلين للشراكة) يُصر (جماعتنا) أن اسم المُؤتمر هو (مُؤتمر المانحين) وشتان بين المانح و المٌستثمر الشريك ! وبدلاً من أن يكون طرح حُكومتنا عن امكاناتنا وثرواتنا وعرضها للدعوة للمشاركة ضمن استثمارات حقيقة ومنفعة مُتبادلة ، عرضوا للمؤتمرين حالة الفقر والبؤس في مُتاجرة بئيسة ! تصور عزيزي القارئ حُكومة تعرض مُشكلة وطن مُترامى الاطراف غنى بالموارد تحصرها فى مشكلة إمرأة فقيرة بالسودان لا تستطيع سداد قيمة ايجار منزلها ! وسائق تاكسي لا يجدُ عملاً نعم تصور هذا فهمهم للشراكة أو المنح ! و بدلاً من أن تعرض الحكومة آمالها في التنمية وطلب الشراكة والمنفعة المتبادلة تعرض آلامها و تطلب من المؤتمرين أن يساعدوها في دفع إيجار! يا أخى والله لو إن سيدة تبيع الشاهي تحت ظل شجرة بالخرطوم كانت ضمن الحضور لعرضت مشكلتها بموضوعية ومهنية أكثر مما فعل هؤلاء و لطالبتهم بمدخلات الانتاج ولم تطالبهم بالسكر والشاهي البدرة و(جردل) ماء فمن أين اتت هذه العقول القاصرة يا أخى حتى في (الشحدة) أغبياء ؟ يُطالبون العالم بسداد فاتورة إصلاح الوضع الإقتصادي فأين الإصلاح حتى يدفع العالم وهل كانوا يتوقعون أن (الخواجات) بهذه السذاجة والبساطة؟ فلماذا انخفضت أصواتهم وطأطأوا رؤسهم عندما بدأ الدفع و فتح (الكشف)؟ وبدأت (الطنطنة) ليتوقف دفتر الذل عند (1,8) مليار دولار كلها عينية وستنفذ ضمن مشاريع مُنظمات أممية وإقليمية وتوقع بعض الإقتصاديين أن ما قد يصل نقداً وأضع تحت كلمة (قد) هذه خطاً لن يتجاوز الستمائة مليون دولار في أحسن حالاته يا أخى (الأنقاذ) جربت مؤتمر (أوسلو) (للشحده) (بفهم) عام 2008م لمشاريع استراتيجية فكانت المُحصلة (8,4) مليار دولار وإن كُنا لا نؤيد المبدأ هنا أو ما قامت به حكومة الإنقاذ ولكن حتى (للشحده) أصُول و فهم وترتيب أولويات !
الحمد لله خلصنا من حكاية ( بُكره العيد) وها قد إنتهى العيد فقوموا يا سيدي الى مواردكم ونيلكم ومائكم إستنهضوا طاقات شعبكم والله ما زادنا الدعم الخارجي إلا خبالاً فقوموا لثروة حيوانية تجاوزت المائة و عشرين مليون رأس من الأنعام قوموا الى مشاريعكم المروية والمطرية ، علوا من قيمة العمل ونفير الزراعة والحصاد بدلاً من التبطح الذي يمارسه شبابنا والمهن الهامشية التي يتسكعون بها عند إشارات المرور ، يا سيدي لماذا لم تعرض الحكومة ضمن هذا المؤتمر مشاريع الجزيرة والرهد وغابات النيل الازرق وقطعان الانعام في سهول دارفور وبادية البطانة ومشروع الراحجى لماذا لم تعرضوا لهم مستشفياتنا الخاصة التى أصبحت قبلة للسياحة العلاجية لدول الجوار الافريقى لماذا لم تحدثوهم عن الطاقة النظيفة وفرص إستثمارها وعن رمال النيل ومادة (السيلكا) لماذا لم تحدثوهم عن شواهد بترولية واعدة وإحتياطى نفطى تجاوز الخمسة مليار برميل ، لماذا لم تعرضوا عليهم إحصائياتنا عن كوادرنا الطبية المتميزة والمنتشرة حول العالم ! لماذا (تشحدوا) بإسمنا بهذه الصورة المُذلة . لماذا تعرضون إنسان السُودان و كأنه يعيشُ في العصر الحجري لا القرن الواحد وعشرين !
فيا حُكُومة (قحت) وها قد تبخّر سرابكم فأبحثوا عن غيرها لتلهوا به المواطن (فتشُوا) عن داعمٍ آخر طالما هذا غاية فهمكم لادارة الاقتصاد وإستغلال الموارد وها قد أطبق الاوربيون محافظهم و (جزالينهم) ليلة الخميس ولسان حالهم يقول لحكومة حمدوك (الله يدينا ويديكم) فما آن لود البدوي وجماعته أن يعودوا الى رشدهم ويفيقوا من الحُلم السراب الذي جروا ورائه عاماً كاملاً ويلتفتوا لعقد مُؤتمر إقتصادي جامع ومن داخل الخرطوم يعدون الخُطط ويرتبون الاولويات فما اغنى وطننا بعُلمائه وأساتذة الجامعات والمختصين في جميع مناحى الاقتصاد فأتوا بهم يا اخى بدلاً من أن تتسُول (خواجة) يقضى عامة كاملاً ببنطال وقميص واحد فماذا تتنتظر منه ؟
قبل ما أنسي : ـــــ
ما حكّ جدك مثل ظفرك فقُومُوا الى زراعتكم (وسلام يا المُنجل المَركُوز على ضَهر البلد تِقياتْ … ومَرحّب بالتَرس ناكُوسى يدفّق صُرّة البِلدات)
The post فضحتونا.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.