السودان اليوم:
عندما يقول لك أن فلانا هذا الغنماية (تاكل عشاهو)!… هذا يعني أنه طيب القلب… وقلبه ابيض… وحتى الغنماية لو أكلت عشاه لايغضب… يؤمن بأن هذا رزق ساقه الله إليها… هو لا يحمل حقدا علي أحد… ولاياكل مال أحد ولكن من طيبته الزائدة يمكن من السهولة ظلمه أو الاحتيال علية وارتكاب ذنوب في حقه بسهولة ويسر… عكسه الرجل الذي( ابرته مابتشيل خيطين).. فهو صعب المراس يهابه الناس ويرتجفون منه وحتى الغنماية لو جات بالقرب منه (الله قال بي قولا)…..
في بداية الحكومة الانتقالية كان الشعب مثل هذا الرجل الطيب…الذي ظن أنه بقدوم العهد الجديد سينصلح حاله ويرقي إلى مستوى لو وجدت الغنماية عشاه لا تأكله وتتركه كما كان…. بل تكون راقية في طلبها بأن تصدر صوتا يفهم صاحبها أنها تريد عشاءا.. وبكل سهولة ويسر يأتي لها (بالعليقة).. لكن ماحدث في هذه الفترة أن الغنماية انقلبت كلبا وصارت تعوي وتنهش من يأتي بالقرب منها ومن نجا من عضتها لاتخلو ثيابه من التمزيق….
وهكذا صارت الكلاب تعوي وتعوي لدرجة أنها أصبحت لاتخاف عندما تأتي بالقرب من (الطاحونة)… ولا تخشي (ا لزنقة) كما يقال ( زنقة كلب في الطاحونة)… وصارت لاتجري بل تتبختر وتمشي الهويني عندما تأتي بفريق (فلاته). كمايقال ( زنقة الكلب في فريق الفلاته)… ظل حالنا قبيحا… نبكي عليه كبكاء الشريف الرضي في شعره عندما أصابته النوائب…
نبكي ولا أحدا بيكي علينا…. وحالنا كما قال الشاعر الجاهلي مالك بن الريب …..
تذكرت من يبكي على… فلم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا…
وبعد كل هذه الطيبة والصبر … الحال الآن اجبر الشعب السوداني أن يتنمر…. لأنه خاب ظنه في هذا العهد الجديد… وأصبحت ابرته لا تسطيع إدخال خيطين بعد أن ضاق به الحال.. وسوف يخرج حتما في الثلاثين من يونيو.. ليس تصحيحا للثورة فحسب بل إسقاطا لهذه الحكومة التي يئس من أن تصحح نفسها…. طيلة عام كامل…. ولم تخطو خطوة واحدة إلى الأمام تصحيحا…. لأنها ليست على قلب رجل واحد…. ضيعت البلاد.. ساء في عهدها كل شيي وانقلبت الموازين فصار الذليل عزيزا…. وأصبح العزيز ذليلا…. وحقر علمائها… ورفع (دسيسوها) ….كل شيي تنظر إليه يرتد طرفك اليك حسيرا…. كل شيء تأكله تجده علقما لاتسطيع بلعه أو إخراجه….
ما سوف يحدث في 30 من يونيو ليس بجبة دوريش مرقعة تحمل قصاصات ألوان مختلفة.. بل هي جبة خضراء تسر الناظرين…. ذات لون واحد سوف تظهر في ذلك اليوم المشهود هدفها واحد السقوط ثم السقوط.. لا هدف غير ذلك وإن سقط شهداء…. سوف تظل الجبه الخضراء راية باقية وتزحف حتى النصر وإنا لمنتصرون..
The post 30 يونيو ليست جبة درويس!.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.