السودان اليوم:
ليس خافيا على احد مستوى الاستعداد الذى يبذله المصريون والاتراك وتسابقهما للتجهيز الى مواجهة مرتقبة قد تقع بينهما على التراب الليبي ، والخاسر الاول فى هذه المواجهة المباشرة ان وقعت هو الشعب الليبى الذى يدفع الان ثمن المواجهات غير المباشرة الجارية فى بلده بين قوى اقليمية وآخرى دولية وكل يسعى بمساعدة حليفه داخل ليبيا الى تحقيق مصالحه دون الوضع فى الاعتبار مطلقا مصلحة ليبيا ، ولاتوجد مراعاة لشعبها الذى تدمرت بلده وتبددت موارده وسرق الطامعون ما تمكنوا منه ومازالوا يطمعون فى المزيد من خيرات هذا البلد .
وفى غمرة الاحداث فى ليبيا وتسارعها ، وبعد الهزائم المتلاحقة التى تلقاها حفتر ، وهى هزائم لداعميه وحلفائه المباشرين وبالذات المصريين والاماراتيين الذين يرون أى انتكاسة لهم فى ليبيا هى بالضرورة انتصار لغريمهم التركى ، بعد هزائم حفتر هاهم حلفاؤه يبحثون عن وسيلة يوجهون بها ضربة له وهو متهيئ ومنتبه لذلك ، وفى هذا الصدد نفهم التطورات الأخيرة فى مصر فالرئيس السيسى يزور نهار السبت قواته على الحدود الليبية ويتحدث عن ضرورة الاستعداد للتعامل مع المستجدات
فى ليبيا وهو مافهم منه البعض انها تهيئة لعمل عسكرى ، وتوقعات بتوغل مصرى الى شرق ليبيا وهو ما استبعده بعض المحللين ورأوا فى كلام السيسى لجنوده فى الحدود الليبية نوعا من التشجيبع ورفع الروح المعنوية وايضا ربما كانت رسائل الى الليبين والمهتمين بالشأن الليبى ، لكن الرئيس السيسى لم يترك المحللين يتنازعون طويلا لذ حسم الأمر بحديثه الواضح والصريح الذى بثه التلفزيون المصرى مساء السبت وكان يخاطب جنوده فى الحدود مع ليبيا ، فالرئيس تحدث عن توفر المبرر الشرعى لتدخل بلاده فى ليبيا حماية لامن مصر واستقرارها وحماية للاخوة الليبيين – بحسب زعمه – ، واسهاما فى انهاء الاقتتال واعادة السلام والاستقرار الى ليبيا كما عبر عن ذلك فى خطابه الذى قال فيه للمصريين اننا نقف أمام مرحلة فارقة تتأسس على حدودنا، فهناك تهديدات مباشرة تتطلب التكاتف والتعاون ليس فيما بيننا فقط وإنما مع أشقائنا من الشعب الليبي والقوى الصديقة للحماية والدفاع عن بلدينا ومقدرات شعوبنا من العدوان الذي تشنه الميليشيات المسلحة الإرهابية والمرتزقة بدعم كامل من قوى تعتمد على أدوات القوة العسكرية
والاشارات واضحة جدا فى هذا الخطاب الى تركيا التى سجل حلفاؤها انتصارات متتابعة
على حلفاء مصر والامارات ، وتريد القاهرة
وابوظبى ان تفسدا على انقرة انتصارها خاصة وإن تركيا تريد بسط نفوذها على حقول النفط الليبى وهذا ما لايرضى غرماء تركيا .
من جانبها سريعا ردت تركيا على الموقف المصرى ، وقال وزير الخارجية تشاووش اوغلو إن الحل السياسي هو الأفضل للأزمة في ليبيا ، مؤكدا على ضرورة ابعاد حفتر عن شغل أى دور فى مستقبل البلاد ، وهذا القول يعنى بصورة غير مباشرة اغلاق بوابة التدخل المصرى الاماراتى فى ليبيا وهو ما لن تقبله العديد من الاطراف وليست مصر والامارات فقط.
اوغلو قال ان حفتر “لم يصغِ لنداءات التهدئة، بل على العكس زاد من عدوانه، لذلك مصيره الهزيمة”.
ان الساحة الليبية المليئة بالتجاذبات موعودة بصراع تقوده القوى الاقليمية المتنافسة اذ تسعى كل جهة الى تحقيق الانتصار وازاحة غريمها من الساحة ، وينظر كل طرف من دول الاقليم المتصارعة حول ليبيا ينظرون الى هذا البلد كغنيمة لابد من الفوز بها وليس مهما عند الطرفين مايعانيه الشعب الليبى من صراع بينهما.
The post الاطماع حول ليبيا تنذر بالمواجهة.. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.