غير مصنف --

يغير جلابيتو في أقرب زُقاق.. بقلم العيكورة

السودان اليوم:
المتتبع لما يُكتب هذه الايام عبر الوسائط لا يخرج عن فسطاسين إما أن تكتب تدعم الحكومة وتمتدحها أو على الأقل تغلق قلمك فأنت (زول) وطني قد تصل الى درجة الثورية و إما أن تكون من المنتقدين للحكومة فأنت (كوز) ولو كنت تترنح سكراناً ! فالثوريين منهم بقايا المنتفعين القدامي الذين يتطفلون على كل موائد القصر والسياسة وما اكثرهم للاسف فهؤلاء من النوع الذي يحملُ علبة ألوانه في جيبه ويستطيع أن يغير (جلابيته) في أقرب زقاق سواء كتابةً أو مواقف شفاهية أو حتى هتاف وهذه كانت ثلة من المنتفعين من النظام السابق المتسلقين على كتف كل منفعة وغنيمة ، الهاتفون بالسبابة بلا مبدأ وهدف فهؤلاء هُم زبد الإسلاميون الذي ذهب . حتي أصبح مُتحدثهم يستهل كلامه أمام كل جمع بجملة (يا جماعة أنا ما كوز) ثم يُكمل ما يريد قوله وهؤلاء أطلق عليهم الشيوعيون لابسي (الطرحة المعنوية) أي هزمناهم معنوياً وجعلناهم يتبرأون من (الكوزنة) حتى في حديثهم فهذا (برأيي) لا ينتمي إاليهم بل كان منتفعاً متسلقاً كاذباً شأنه شأن أحزاب (الفكّة) التى قفزت منذ أن بدأت سفينة الاسلاميون تتقاذفها أمواج التغير ومنهم الكثيرون من الإنتهازيين الذين لم ينتظروا حتى الصباح ليحذفوا كل ملصقاتهم الانقاذية من وسائطهم وصفحاتهم واصبح كمن يفطر نهار رمضان ويغبر شفتيه بالتراب أمام الناس ويدعى مكابدة العطش فهؤلاء (برأيي) لا يمثلون الإسلاميين ولا أخلاقهم ولا خنادقهم ولا أحراشهم ولا شهدائهم . و للأسف منهم من كتاب وحملة أقلام ورؤساء تحرير مِنْ مَنْ كان لهم حضور وجلوس على موائد الانقاذ وطائرات البشير يحيطون به إحاطة السوار بالمعصم فقلبوا ظهر المُجن وكفروا بالعشير بين ليلة وضحاها لم يفتح الله عليهم بكلمة حق واحدة ولو من قبيل حق التاريخ عليهم وإنصاف المواقف التى شهدوها فهل كل الانقاذ كانت سيئة ولم يجدوا بقعة بيضاء واحدة ينصفون بها أرباب نعمة الأمس؟ وليتهم أغلقوا أقلامه وصمتوا بل ركبوا موجة الوسائط مع الخائضين وإذا نظر أحدهم الى قدميه لرأي نعم (الانقاذ) في شراك نعله و بيته وسيارته ورصيده و(جضومه) ولكنها النذالة التى لا تشبة الرجال الاوفياء ، الرئيس نميرى لم يقفز رجاله من سفينته الغارقة فتحملوا المسؤولية كاملة بكل رجولة أمام التاريخ وجلسات البث المباشر عبر الاعلام فلم يتلجلجوا ولم تلين لهم قناة ولم يرمش لهم طرفٌ حتى النطق بالحكم الاخير في حقهم فكانوا رجالاً حتى النهاية . وكم تمنيتُ على لجنة إزالة التمكين كما حرصت على الإتيان بالكيزان (الفاسدين) عبر الوسائط والاعلام بلا محاكمة وبلا قضاء أن تأتي بمن شاركهم سدة الحكم ولتبدأ بعبد الرحمن الصادق المهدي ونهار والدقير ومسار وعبود وإشراقة ومبارك الفاضل ومناع وأحمد سعد عمر والوسيلة وحاتم السر وأبناء الميرغني وكلُ من خلفه قبيلة وتابعين ومُنتفعين وغيرهم من الذين إمتطوا ظهر حكومات الانقاذ المتعاقبة أفراداً وحركات مسلحة في غير ما مرة فأين ذهب هؤلاء؟ ولماذا سحروا أعين لجنة التفكيك فهل يراهُم من أحدٍ أم إنصرفوا بعد أن حثوا على رأسها حفنه من التراب؟
أما الإسلاميون ذوي الاصوات العاليه الذين ينافحون بالقلم والرأي والكلمة الجهور فهم خيارهم الذين ما تسنموا من الانقاذ مُرتقىً ولم تمتد ايديهم الى منصب ولا مال فهم أهل مبدأ وفكر وقناعة هم الذين تسمعونهم بصوتٍ عال ينافحون بواطل (القراي) وسفاهات الشيوعيين وتراهات البعثيين وهم من تخشاهم (قحت) وتعمل لهم الف حساب و(برأي) فهؤلاء لن يصمتوا فليس لديهم ما يخافونه فمن يسكن بالايجار فيهم ومن يعمل (بركشة) فيهم ومن يفلح الأرض فيهم لم تروق لهم الانقاذ حكومةً وإن جمعتهم المتحركات والدفاع عن حدود الوطن وإن إختلفوا حول الانقاذ سياسة فلم يختلفوا حول الوطن والهوية والدين وما يرتضيه الناسُ حكماً بينهم .
التاريخ لا يمكن شطبه بمزاج النخبة الحاكمة مهما نعتت سلفها بالفساد وحاولت أن تلغى سنوات حكمة فستظل صفحاته ماضية تسجل الخطوة وتعد الانفاس لن تغفل الفساد والاصلاح والكبرى والجامعة والمزرعة والصناعة والطائرة والراجمة والدانة لن تترك العثرة والعرضة والبهجة والقدلة التى تغيظ العدو فالتاريخ ليس ملكاً لأحد فإن حرفته أنت كتبه غيرك من المُنصفين من المؤرخين والأكاديميين وأساتذة الجامعات سيكتبون الحقيقة ولا شئ غيرها رضي الحكام أم لم يرضوا فالتاريخ يظل مرآةً .

قبل ما أنسي :ـــ

الذين يضيقون ذرعاً بمُعارضة سلمية لتسعة أشهر عليهم أن يعلموا أنهم كانوا يعارضون ثلاثين عاماً لم يتركوا اسلوباً إلا إنتهجوه ! ولن يتحمّل المعارضة إلا الأقوياء فعليهم أن يطولوا بالهم فالحكم ليس كله موالاه.

The post يغير جلابيتو في أقرب زُقاق.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى