السودان اليوم:
ليس السود وحدهم من يواجه العنصرية ، وليس التمييز فقط على اللون فى امريكا وغيرها من دول الإستكبار ، فالمسلمون مستضعفون مضطهدون ويواجهون التمييز بسبب دينهم ، والشعوب المستضعفة واجهت استكبار امريكا وتسلطها وعنصريتها فى ازمنة وامكنة مختلفة ، فمن الاستئثار بموارد هذه البلدان وسرقتها ، الى دعم الحكام الطغاة المستبدون الذين يقهرون شعوبهم المظلومة ، ويسرقون خيراتها ويعملون من اجل ارضاء المستكبر الامريكى الذى يعمل على الخلاف تماما من ادعاءاته ، فهو يدعى زورا وبهتانا مناصرة الشعوب لنيل حقوقها والفوز بترسيخ الحكم الديموقراطى لكن الواقع يشهد ان امريكا تتنكر لهذه المبادئ التى تدعيها ، وذلك يكشف روح الإستكبار الكامن فى الجهاز الرسمى الحاكم فى الغرب ، فقادة الغرب ينظرون الى هذه الشعوب من زاوية تبين رسوخ الإستكبار وثباته فى دواخلهم وإن ادعوا خلاف ذلك ، وهنا يتضح كذبهم المفضوح مما يجعل الشعوب الحرة تنظر بوضوح تام الى صفة الإستكبار التى أصبحت ملازمة لهؤلاء الطغاة لاتنفك عنهم ولا يمكن بعد الان ان يخدعوا احدا بانهم يناصرون المستكبرين.
ولا شك ان المعركة الاساسية فى العالم الان تدور بين الإستكبار والمستضعفين المدافعين عن حرياتهم الباحثين عن حقوقهم المشروعة فى الحياة الكريمة والعزة والاباء ورفض الذل والانكسار ، وفى المقابل الروح الاستعلائية وحب السيطرة والظلم والعدوان هى صفات هؤلاء المستكبرين ، وابرز مصاديق الإستكبار اليوم الادارة الامريكية فهى تظلم وتعتدى وتسرق وتعذب وتقتل ، ورئيسها لايتحرج من الكذب والتلفيق وارتكاب كل فعل قبيح ومنكر ان راى انه يحقق له مصالحه ، وفوق ذلك الادارة الامريكية هى الداعم الأكبر فى العالم الكيان الصهيونى الارهابى الغاصب المجرم ،والادارات الامريكية على تعاقبها تشجع على الجريمة وتمارسها ، ومن الصحيح القول ان هذه هى أخلاق امريكا ، وهذه هى حقيقتها ، ومخدوع من يرى فيها املا يرتحى وقيمة يسعى اليها الآخرون ، ولن نجد حرا شريفا منصفا يقول اليوم ان امريكا تمثل له شيئا وانما هى الظالم الباطش السارق الذى ليس فى صفحاته نقاطا بيضاء تستحق الاشادة بها.
الإستكبار بوجهه القبيح يتمثل اليوم فى امريكا باجلى صوره ، وهذه الجبهة تضم الكثيرين فكل من توافق مع الظلمة المستبدين فهو منهم ، وكل من رضى بفعلهم فهو فى صفهم ، وكل من ساهم فى قمع المستضعفين المواجهين للاستكبار المتوحش فهو من ضمن المستكبرين ، وعليه فالغرب المنافق الداعم لاسرائيل والطغاة من حكامنا هو جزء من منظومة الإستكبار ، وحكامنا – الا من رحم ربى – هم جزء من هذه المنظومة المستكبرة ، وبعض احزابنا تمارس شيئا من الاستكبار ولابد من تخليها عنه والا فلا خير فيها .
نخلص الى ان الإستكبار درجات اعلاها واكثرها وضوحا واشدها ظلما تتمثل فى امريكا التى تمارس كل فعل قبيح وتبتعد تماما عن الاخلاق الحسنة ومن بعدها تتدرج الدول والاحزاب والهيئات والحكام وكل يتصف بالاستكبار بقدر ما يحمله فى نفسه من هذه الصفات السيئة.
The post الاستكبار في اوضح مصاديقه .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.