السودان اليوم:
منذ أكثر من عام وسكان العاصمة الليبية طرابلس يعيشون وضعا استثنائيا مضطربا امنيا وسياسيا ، وذلك بعد الهجوم الذى شنه القائد العسكرى خليفة حفتر على حكومة الوفاق المعترف بها دوليا والتى تسيطر على العاصمة طرابلس.
الحملة التى اطلقها حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس سريعا ماتحولت الى حرب استنزاف بسبب تعادل القوى على نحو عجز معه أحد الطرفين عن حسم المعركة لصالحه.
وفى العاصمة الليبية ظهر جليا صراع الاطراف الخارجية التى كانت تتسابق فى مابينها وكل منها يسعى لتسجيل انتصار على غريمه فى الساحة الليبية ، وأكثر الخصوم الذين عملوا على المكشوف وصارعوا بعضهم بقوة على التراب الليبى كانت الأمارات وتركيا
وكل منها تجتهد لالحاق الهزيمة بالاخرى ، ورأينا الطائرات المسيرة تدخل بقوة فى المعركة وقد تلقى حفتر عشرات منها من الأمارات ساعدته فى التقدم واقترب من نزع عديد المناطق من حكومة السيد فايز السراج وهنا انتفض التركى ونقل مقاتلين من شمال سوريا ليحاربوا الى جوار حليفه السراج وتدخل سلاح الجو التركى واسهم بشكل كبير فى الحاق هزائم متلاحقة بحفتر مما ادى لخلط الاوراق عند دول الجوار الليبى فتونس منقسمة بسبب ليبيا ، ومصر وبتشجيع سعودى أماراتى تقدم مقترحا ظاهره تهدئة الاوضاع وايقاف الاقتتال الليبى الليبى ، وباطنه انقاذ الجنرال حفتر الذى يمر بوضع حرج وقد خسر العديد من جنده وفقد السيطرة على مناطق كانت تحت يده .
وليت الشعب الليبى يكون قد ادرك حجم الخراب والخسائر التى تترتب على القتال ، وليعلم اهلنا فى ليبيا ان هؤلاء السياسيين ليسوا إلا امراء حروب يعملون لصالح مشغليهم فى الخارج ، وما لم يضع الليبيون حدا لخلافاتهم الداخلية فان الخارج سوف يستمر متورطا فى قضيتهم وسيتخذهم مطايا يصل بهم الى اجندته الخاصة فهل يدرك الليبيون ذلك ويقطعوا الطريق على تجار الحروب سواء من بلدهم أو من الخارج .
The post ليبيا ساحة المواجهة التركية الاماراتية.. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.