السودان اليوم:
• كثيرا ما كان يستفزني هذا المقطع ، ونحن بين أدراج الفصول ، وأشجار حوش المدرسة ، تهرّبا من (حصة الجغرافيا) وفينا شيئا من التمرد والعصيان (وأﻧﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻗﺴﻲ..ﻭﺧﻠﻲ ﻟﻠﺤﺐ ﺍﻟﺪﺭﺏ…..ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﻴﺪ …ﻭﺗﺤﺐ ﻟﻴﻚ ﺯﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺤﺐ…ﻣﻌﻘﻮﻟﻪ ﺑﺲ … ﺯﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺮﻳﺪ…ﻳﻌﺼﺮ ﻭﺭﺍﻙ ﺩﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ…ﺳﺎﻛﺖ ﺗﻀﻴﻊ..ﻭﻳﺮﻭﺡ ﺷﺒﺎﺑﻚ…ﻭﺗﻔنى ﻓﻲ ﻧﺺ ﺍﻟﺪﺭﺏ).
• هذا المقطع كان يضاعف من (حيرتنا) ، ويشدنا من (شعر رأسنا) الذي لم يبق منه شيئا ،عندما كنا نردده ونحن في (مغالطات) الممكن وغير الممكن – كم كنا نضيع فيه ونسوح عليه بشقاوة أولاد المدارس وقمصانهم (البيضاء) (ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﻴﺪ…ﻭﺗﺤﺐ ﻟﻴﻚ ﺯﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺤﺐ) – هذا (العناد) بيننا وبينه (علاقة) كبيرة ووثيقة خاصة في قصص الحب ، وما يعرف (دراسيا) بشقاوة (اخر الحصص) ، عندما كنا ننتشر في الطرقات للعودة الى المنازل وكأننا لن نأتي مرة ثانية للمدرسة.
• هكذا كنا نحلم…رأسنا كان زي (الحجر).
• دروبنا كانت ترصفها تلك الكلمات (ﻣﻌﻘﻮﻟﻪ ﺑﺲ … ﺯﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺮﻳﺪ…ﻳﻌﺼﺮ ﻭﺭﺍﻙ ﺩﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ…ﺳﺎﻛﺖ ﺗﻀﻴﻊ..ﻭﻳﺮﻭﺡ ﺷﺒﺎﺑﻚ…ﻭتفنى ﻓﻲ ﻧﺺ ﺍﻟﺪﺭﺏ).
• ما اصعب حرقة الفناء في (نص الدرب).
• رأسك بتقطع.
• بهذا المقطع كنا نتوزع في (الدروب) وفي عيوننا ذلك الطموح الكبير ، الذي لا نهاية له..تلك الاحلام التى كانت بدون سقف.
• شقاوتنا (الدراسية) لم تكن تخلو من ذلك (ﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ﺷﻮﻑ ﻛﻢ ﺯﻭﻝ ﺑكى…ﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ﺷﻮﻑ ﻛﻢ ﺯﻭﻝ ﺗﻌﺐ..ﻻ ﻣﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻮﻡ ﺍﺷﺘكى..ﻭﻻ ﻗﺎﻝ ﺧﻼﺹ ﺻﻌﺐ ﺍﻟﺪﺭﺏ..ﺍﻫﻮ ﻧﺤﻨﺎ ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ ﺍﻟﺤﺼﻞ..ﻭﺑﺮﺿﻮ ﺑﻨﻘﻮﻝ ﻋﺎﻭﺯﻳﻦ ﻧﺤﺐ).
• وبرضو بنقول عاوزين نحب…(دي شقاوة شنو يا عالم؟).
• اصرار عجيب.
• عناد منقطع النظير.
• اغنية (طبع الزمن) من اوائل الاغنيات التى وقفت عندها في اغنيات الفنان الراحل صلاح بن البادية.
• لاحقا عرفت ان الاغنية كتبها الدكتور عزالدين هلالي – كنا في بداية مغامراتنا (الثقافية) نخلط بين عزالدين هلالي وعبدالوهاب هلاوي اطال الله عمره وابقاه ، فنمنح الاول اغنية الثاني ، ونفعل العكس مع الثاني…والى الآن لم نفلت من ذلك الخلط.
• اغنية (طبع الزمن) ، ورغم فلسفة (الزمن) فيها وأبعاد (الدروس) إلّا ان الدكتور عزالدين هلالي كتبها في مرحلة مبكرة من عمره – كتبها في الثانوي العالي ، قال لي هلالي في احدى حواراتي الصحفية التى لم تكتمل ان (ثقافة) (الثانوي العالي) وتأثيرها واضحة على هذه الاغنية، ثم دعم قوله هذا بـ (ﺷﻮﻑ ﻧﺤﻦ ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ ﻗﻴﺲ ﺷﻘﻲ..ﻭﻋﺎﺭﻓﻨﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﺎﻳﻪ ﻭﺣﻴﺪ..ﻻ ﺣﺒﻮ ﻻ ﺭﻳﺪﻭ ﺍﺗﻠﻘﻪ..ﻭﻻ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺵ ﺳﻌﻴﺪ..ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻨﻲ ﻟﻴﻠﻲ..ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪ..ﺍﻫﻮ ﻫﺴﻪ ﻣﺮﺕ ﺍﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ…ﻭﺑﺮﺿﻮﺍ ﺑﻨﻔﻜﺮ ﻧﺮﻳﺪ…ﻣﻊ ﺍﻧﻮﺍ ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ ﺍﻟﺜﻤﻦ).
• عزالدين هلالي برهن تأثير مرحلة (الثانوي العالي) على هذه الاغنية بقيس وليلي ، مع ذلك شخصيا اعتبر اغنية (طبع الزمن) من الاغنيات الكبيرة ، والعظيمة في تاريخ الاغنية السودانية…هي اغنية (فلسفية) عظيمة في فلسفة الحب.
• صلاح بن البادية نفسه وضع لها لحنا سوّقها او جمّلها بصورة (حزينة) ، تؤكد شجن الكلمات والقصة.
• ومثلما توقفت عند مقطع الاغنية الذي ذكرته اولا ، اعتقد كذلك ان صلاح بن البادية دخل لذلك المقطع بمدخل موسيقي بديع – احسبه الاروع في مداخل اغنيات صلاح بن البادية الموسيقية.
• هذا (الكسرة) الموسيقية البديعة تشبه عندي الكسرة الموسيقية في اغنية (لو بهمسة) ، عندما يدخل الفنان الكبير رحمة الله عليه محمد وردي الى (خوفي منك ..خوفي تنساني وتنسي الليالي).
• هنا وهناك ابداع (موسيقي) لا مثيل له…لمن رأسك يلف …وتضرب (الحيطة) – يا لهذا الابداع !!.
• الدكتور عزالدين هلالي يكمن في ذلك المقطع ويختفي في فصوله وطقوسه العاطفية – كأنه قدم نفسه من خلال هذه الكلمات : (ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﺑﻨﺸﻴﻞ ﺍﻟﺼﺒﺮ..ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ..ﺑﻨﺸﻴﻠﻮ ﺭﻳﺪ..ﺑﻨﺸﻴﻠﻮ ﻋﺰ..ﻭﺍﻧﺖ ﺑﺘﺠﻴﻨﺎ ﺑﻼ ﻣﻴﻌﺎﺩ…ﺗﺤﺮﻕ ﻓﺆﺍﺩ ﻋﺎﺷﻖ ﺑﻌﺰ..ﻭﺗﺴﻴﺒﻮ ﻟﻲ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺠﻦ…ﺃﺻﻠﻮ ﻃﺒﻌﻚ ﻳﺎﺯﻣﻦ..ﻻ ﺭﺍﺿﻲ ﺇﻧﺖ ﺗﻐﻴﺮﻭ…ﻭﻻ ﻧﺤﻦ ﺭﺍﺿﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺤﻦ).
• هنا يسكن عزالدين هلالي الذي قدم عنوان سكنه من خلال هذه الكلمات : (ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﺎ ﺑﻨﺸﻴﻞ ﺍﻟﺼﺒﺮ..ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ..ﺑﻨﺸﻴﻠﻮ ﺭﻳﺪ..ﺑﻨﺸﻴﻠﻮ ﻋﺰ) ، كان هلالي بتلك الصورة رحمة الله عليه.
• ونحن الآن لا نملك غير ان نقول : (ﺃﺻﻠﻮ ﻃﺒﻌﻚ ﻳﺎﺯﻣﻦ..ﻻ ﺭﺍﺿﻲ ﺇﻧﺖ ﺗﻐﻴﺮﻭ..ﻭﻻ ﻧﺤﻦ ﺭﺍﺿﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺤﻦ).
• لاحقا بعد ان تعلقت بهذه الاغنية كنت اقابل الدكتور عزالدين هلالي في (شارع الستين) بعد الفجر وهو يقوم بتمارين يومية على امتداد شارع الستين (بشير النفيدي)…كنت عندما اقابله في الصباح الباكر في ذلك الدرب ، يلوح في خاطري (ﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ﺷﻮﻑ ﻛﻢ ﺯﻭﻝ ﺑﻜﻲ..ﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ﺷﻮﻑ ﻛﻢ ﺯﻭﻝ ﺗﻌﺐ..ﻻ ﻣﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻮﻡ ﺍﺷﺘﻜﻲ..ﻭﻻ ﻗﺎﻝ ﺧﻼﺹ ﺻﻌﺐ ﺍﻟﺪﺭﺏ).
• كنت عندما اشاهده فجرا في ذلك (الدرب) اردد في نفسي (انا ما بقول يا قلبي اقسى وخلي للحب الدرب ..لكن كمان ما تكون عنيد وتحب ليك زول ما بحب)…كانت ترجع بي الذكريات الى تلك الايام الخوالي التى كنا ماسكين فيها (الدرب) صاح.
• في سيرة الدكتور عزالدين هلالي الذي رحل عن دنيانا في يوم الاثنين 8 يونيو 2020 تلك المسحة (الاكاديمية) التى ميزت (بصمته) في كل الابداعات التى يقدمها في الفنون.
• الدكتور عزالدين هلالي درس في معهد الموسيقي والمسرح وزامل المبدع الراحل المتعدد المواهب عبدالعزيز العميري وكانت تجمعه به علاقة صداقة قوية ، الى جانب علاقته مع استاذه عمر الطيب الدوش…هلالي كان افضل من يحدثك عن (الدوش).
• تخصص عزالدين هلالي في (الفنون) حتى نال درجة الدكتوراه واصبح محاضرا في احدي الجامعات في دولة الامارات العربية.
• وتبقى (الاكاديمية) و (المهنية) و (الاحترافية) واضحة في (شعر) عزالدين هلالي وفي (مسرحه) فقد مثل عزالدين هلالي واخرج وكتب المقال الصحفي في صحيفة (التيار) بزاوية تحت عنوان (قول النصيحة) اغنيته الشهيرة والخفيفة التى لحنها الدكتور الماحي سليمان وتغنت بها الفنانة زينب الحويرص ثم عبر بها معظم الفنانون الشباب المجودون في الساحة الآن الى مراتب (النجومية) ، كما قدمها فنانون كبار مثل الدكتور عثمان مصطفي الذي اضاف لها بصوته العظيم الكثير..ومن كثرة ترديد الفنانون لأغنية (قول النصحية) في بداية مشاويرهم الفنية اضحت اغنية (قول النصيحة) في تصنيف الاغنيات اغنية (قطاع عام) رغم خصوصية الاغنية وكانت بمثابة (السبيل) أي زول يمر به ويشرب منه..والأغنية يعود لها الفضل في تقديم الكثير من الفنانين للساحة الفنية بصورة جادة وجاذبة ، وقد ساهمت الاغنية في صنع (نجومية) الكثير من الفنانين الشباب، وقد احسن في تقديمها بنكهته المعروفة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز.
• اغنية (قول النصيحة) ذات ابعاد خاصة في الحوار العاطفي الخاص والمرافعات الغرامية (الحنينة) بتعمّقها في تفاصيل (عاطفية) دقيقة..( قول لي مين جاب ليك عتاب…بدور يفرق بين قراب..القال هواي أحلام سراب ..نهايتو شقا ..ونهايتو عذاب).
• لا اعتقد ان هناك محب مهما كان عنيدا (ورأسه قوي) يستطيع ان يصمد امام هذا الرجاء (مرسالي جاك يذوب هيام ..قال ليك حرام تنسي الغرام..لو بي القليل رسل سلام..في الريد خصامك والله حرام).
• هذه بطاقة للحب في السودان – هو بتلك الاصالة ، والأخلاق الرفيعة (البينا الفه وغرام وريد..والبينا عشره وحنان بزيد…عشناهو بهجه وعشناهو عيد..بس كيف تسيبو تمشي بعيد).
• اكاديمية عزالدين هلالي وهجرته خارج البلاد ، حدت من انتشاره ، وقللت من ابداعه بسبب اهتمامه (العلمي) واتجاهه نحو (الاكاديميات) التى شغلته وجعلته يؤسس لإبداع يحتاج للكثير من الجهد والوقت والدعم اللوجستي حتى يصل للجمهور.
• نال الراحل درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من السودان بعصاميته ، لينتقل بعدها إلى القاهرة لإكمال دراساته العليا حيث حصل على ماجستير ودكتوراه في سوسيولوجيا المسرح باجتهاداته الخاصة ، وعمل بعد ذلك مدرّسا ورئيسا لقسم المسرح في (المعهد العالي للموسيقى) في الخرطوم، كما عمل في عدد من الجامعات العربية وحقق شهرة (علمية) كبيرة في عدد من الدول العربية والتى نعته حزينة بعد رحيله.
• دائما ما اقول التحصيل (الاكاديمي) بتلك الصورة والجد الدراسي الشديد يأتي على حساب (الإبداع) ، وقد حرمنا الإنصراف العلمي لعزالدين هلالي من مبدع كان يمكن ان يكون انتاجه اكبر من هذا الذي قدمه في الشعر والمسرح والموسيقي والاعلام…لكن يبقى لما قدمه هلالي قيمة (علمية) عظمية انتفع منها السودان وطلابه داخل وخارج الوطن.
• مع ذلك عزالدين هلالي له اكثر من (15) مؤلفا ذات طابع (اكاديمي) ،صدر له شعريا (دعاء الخروج من الزنزانة)، و (عرضحالات البلد)، و(قصائد لم يغنها مصطفى سيد أحمد)، و(رباعية الحزن النبيل)، و(بوح العاشقين) و(عالم غلط وأشياء أخرى) كما كتب نصوص مسرحيات عديدة منها (طار فوق حي المطار) (1984)، و(انقلاب للبيع) (1987).
• في المسرح لعزالدين هلالي مؤلفات عديدة ذات طابعا نقديا وعلميا منها (المسرح السوداني – الخبر والمبتدأ) ، و(رحلة النقد المسرحي من النص إلى العرض) و(جماعات ومحاور المسرح المدرسي)، و(المسرح المدرسي: رؤية جديدة).
• عزالدين هلالي كان الى جانب همه (الاكاديمي) في الفنون والإبداع كان مهموم بالقضية الوطنية ، حيث كان صوت الفنان عزالدين هلالي (المعارض) للنظام البائد واضحا ، استطاع ان يقدم (النصيحة) في اصعب الاوقات ودفع ثمن ذلك غربة خارج الوطن وداخله ، وقد هاجر عزالدين هلالي بسبب (المضايقات) التى وجدها بالداخل في بداية عهد حكومة الانقاذ ، لينال درجة الدكتوراه ويحقق الكثير من المكاسب (العلمية) والتى كان ينوي ان يترجمها الى مشاريع فنية كبيرة داخل الوطن ، ولكنه رحل قبل ان يحقق ذلك.
• كان الفنان الراحل عثمان حسين يمثل عند الدكتور عزالدين هلالي قمة فنية لا تضاهى ، وهو يشبه في ذلك الشاعر التجاني سعيد ، الذي يضع الفنان عثمان حسين في مكانة لوحده.
• يحترم ويقدر هلالي كذلك تجربة ابوعركي البخيت ، ويرى فيه مدرسة فنية قامت على اسس علمية فريدة في الموسيقي والكلمات والأداء – الى جانب سمو (المواقف) الانسانية والأخلاقية والوطنية التى نشأت عليها مدرسة ابوعركي البخيت الفنية.
• الشاعر والاكاديمي والمسرحي الدكتور الراحل عزالدين هلالي كان كل اللونيات الفنية (المدهشة) و (الغريبة) في السودان معجبا بها وداعما لها – فهو كما توقف عند عثمان حسين وعمر الطيب الدوش وعبدالعزيز العميري وابوعركي البخيت ومصطفي سيد احمد، ورفيق دربه في معهد الموسيقي والمسرح يوسف الموصلي ، كان ايضا سعيدا بتجربة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي غنى له واحدة من اشهر اغنيات الحوت (سمح الصدف حلو الظروف) من الحان حسن صالح الى جانب اغنية (قربك ولا مسافتك) من الحان يوسف الموصلي ، كما غني له الراحل نادر خضر (الوحيدو) وهي من الحان الدكتور الماحي سليمان.
• هكذا كان عزالدين هلالي الذي كان سعيدا بثورة ديسمبر المجيدة – لكن الايام لم تهمله ليرحل بعد العيد الاول للثورة – ورغم وجعة الرحيل وحرقته لكن يبقى لنا العزاء في ان عزالدين هلالي رحل بعد ان قال النصيحة.
• هلالي تغنى له التاج مكي باغنية (النضارة) التى لحنها الملحن الشهير ناجي القدسي وغني له الطيب عبدالله ومحمد ميرغني في بداية مسيرته (الشعرية) وتغني له كذلك يوسف الموصلي وحمد الريح، وغنى له علي السقيد (سكة ندية) التى لحنها الموصلي ،ولحن له الماحي سليمان اكثر من عمل جاء ذكره، كما لحن له العاقب محمد الحسن ولهلالي تجارب لحنية لم تر النور وهو صاحب رؤى مختلفة في التوزيع والتأليف الموسيقي .. غنى لهلالي الفنان الكبير سيد خليفة (شئ لله) غير ان الاغنية لم تسجل في الاذاعة. كما غنى له علي ابراهيم اللحو (خايف عليك منك). لهلالي في المجال الاعلامي مساهمات إذاعية وتلفزيونية الى جانب مساهماته (الصحفية).
• ……
• ترس اخير /
• رحل في الفترة الاخيرة الكثير من المبدعين ..وقد ادى ذلك الى ان نكتب عن بعضهم بعد ايام من رحيلهم ، وذلك حتى نضع فواصل بينهم …ولا تغلب على كتاباتنا هذا النوع من المقالات والأعمدة.
• كتبنا في الايام القليلة الماضية عن الدكتور الاعلامي ماجد لياي وكتبنا عن الشاعر والمثقف عماد الدين ابراهيم وكتبنا عن الدكتور الهادي صديق والشيخ محمد احمد حسن ، وكتبنا عن الصديق الراحل مولانا عبدالفتاح بشير الفحل، رحمة الله عليهم جميعا ، ونكتب اليوم عن الدكتور عزالدين هلالي ، وان مد الله في الايام ان شاءالله نكتب عن الشاعر محجوب سراج والمثقف والاعلامي عمر حلاق.
• هذه الكتابات نعتذر للقارئ في تأخر نشرها ونقول له : (مع مراعاة فروق الوقت)…والله المستعان.
• كذلك نسأل الله الرحمة والمغفرة للهلالي الاصيل وعضو مكتب العلاقات العامة السابق في الهلال الشاب ايمن زين العابدين الذي خدم الله بصحته وكان جميلا دائما في محراب الهلال. لم يعرف عنه غير الرضاء والابتسامة والبشاشة والدواخل البيضاء التى تسع للجميع.
• اللهم ارحم موتى المسلمين جميعا ،و(أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ،ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
The post هلالي … قال (النصيحة) ورحل.. بقلم محمد عبدالماجد appeared first on السودان اليوم.