غير مصنف --

أحمد يوسف التاي يكتب: إلى والي سنار

عندما يكون كل طموح المواطن في أي منطقة ، يتمثل في جرعة ماء نقية فقط، تأكد أن بؤس الخدمات في المنطقة المعنية بلغ الذروة، وأن الأمر قد وصل منتهاه، والظلم فيها قد تجاوز كل الخطوط الحمراء، وحينها سيكون من باب الترف أي حديث عن الخدمات الأساسية الأخرى حتى لوكانت تعليم وصحة وكهرباء، ومراكز ثقافية، ورياضية، إذ لا أهمية للحديث عن تلك الخدمات الاساسية الضرورية في ظل انعدام (عصب الحياة) ، وأظنُّ أن والي سنار المكلف سيتفق معي في أن هذا الأمر ينطبق تماماً على رعاياه المنتشرين في 200 قرية بمحلية الدندر ، إضافةً إلى أحياء المدينة، لأن هذه المشكلة البسيطة المستعصية قد وُضعت أمامه كما وُضعت على منضدة الذين سبقوه من لدن أحمد عباس والضو الماحي، وعبد الكريم موسى، وفي كل عام يقبض مواطن الدندر الريح، ويتلفح بوعود جوفاء لدغدغة المشاعر وحسب..
والمشكلة في تقديري ليست عصية على الحل، ولكن الاستهبال والاستغفال يجعلان منها معضلة ومُشكلة (مُرحَّلة)..
هذا الملف في كل عام يمضي خطوة إلى الأمام ثم خطوتين إلى الخلف ثم تجميده بالكامل ثم التناسي والتغافل والاستهتار والانشغال بغيره.
قبل عامين نشط مدير عام مياه الولاية المهندس الرشيد أحمد الأمين في إعداد الدراسة لشبكة المدينة (ربما لأنه من أبناء المنطقة ) وجاءت التكلفة 97 مليار بإضافة حفر خمسة آبار، وبقية القرى لاتزال غالبيتها تشرب من (الجمَّام) بالمشاركة مع القرود والحمير والانعام، ومن مياه المضخات السطحية غير الصحية، والتي هلكت الناس هناك بالاسهالات وأمراض التخلف الأخرى..
المهم جاءت تكلفة شبكة مياه المدينة حوالي 97 مليار، وفي يناير الماضي علمنا أن مبلغ 20 مليار جنيه كدفعة أولى قد وصلت من المركز للولاية، لكن الأخيرة (عملت فيها رايحة)، أو (أضان الحامل طرشاء)، ووضعت المبلغ في خزينتها و(صهينت) ولم تقم بأي خطوة، ولا ندري هل وصلت دفعة أخرى أم لا، وهل هذه المبالغ موجودة الآن أم ذهب إلى بنود أخرى إلى من هم أعلى صوتاً، كما كان يحدث في السابق..
بين يدي عشرات المشاريع والملفات المعطلة من كهرباء ومياه، وتعليم ، وجسور وطرق، منذ عشرات السنين والنتيجة صفر كبير، ولاشك ان المحلية التي كانت تعاني الاهمال والاستغفال في عهد الانقاذ، لاتزال اوضاعها صورة بالكربون من الماضي تعاني ات الاهمال والاستهبال، وإذا كانت قيادات النظام الساقط بالمحلية قد انشغلت بالمصالح الخاصة واهملت قضايا التنمية وتصارعت حول المغانم، فإن قادة التغيير بالدندر الآن يمضون بذات الطريق وقع الحافر بالحافر، ولاتحدثني عن أي تغيير بالدندر..
في ابريل الماضي زار الوالي الحالي كوبري ود الحسن الذي يقف الآن على حافة الانهيار من جانبيه وهو أمر في منتهى الخطورة لما سيسببه من شلل تام وقطع مناطق الانتاج عن الاسواق والعمالة، المهم زاره الوالي ووعد بترميمه وتم تحديد التكلفة المالية بـ(20) مليار وتعهد بدفع نصف المبلغ على ان يلتزم الأهالي بالنصف الآخر، ووعد الوالي بأن يبدأ العمل (فوراً) وتم الاتفاق مع شركة الولاية، لكن حتى هذه اللحظة ايها الوالي الناس ينتظرون وعدك، ولكنك للأسف لم تعطهم حتى مجرد ضوء أخضر، وها هو الخريف على الأبواب وقد ذهبت وعودك ادراج الرياح فهل تسمعني؟، واخشى ان تكونوا قد عزمتم أيها الوالي على تحويل مبلغ شبكة المياه الذي بحوزة الولاية، الى ترميم كوبري ود الحسن، (طاقية دا في راس دا) زي أيام زمان.. ودي تبقى كارثة لو حصلت…
أخيراً أود تذكيرك بأننا دبجنا عشرات المقالات للفت الإنتباه الى خطر كوبري الدندر المتهالك (كوبري الحديد) ، والذي سيتحول الى كارثة ذات يوم إذا استمر التجاهل، لكن الحمد لله وبمجهود ذاتي من مجموعة ابناء الدندر للتعمير (مجموعة واتساب) وبمتابعة خاصة من وزير التخطيط العمراني الاسبق المهندس الامام عبد اللطيف ، والاستاذ الطيب شيقوق، تم جلب الاساسيات لصيانة الكوبري بتواصل وعلاقات خاصة وأوفت هيئة السكة حديد بإلتزاماتها ، بينما ظل وزير التخطيط المكلف (طارق) يراوغ، ويماطل في الإيفاء بإلتزاماته المتمثلة في جلب 15 صاجة، ومبلغ 600 ألف جنيه حسبما علمت، لكن للأسف طارق يمضي في نفس المنهج الذي يتعامل به سدنة النظام السابق مع أهل المنطقة، من تماطل ومراوغة، وتجاهل واستهتار..
..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة آخيرة
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى