السودان اليوم:
يفترض فى الافارقة بشكل عام ان يكونوا اكثر حساسية من غيرهم فى قضايا الظلم والتمييز والعنصرية ، فهم الاكثر تعرضا للظلم وهضم الحقوق ، وقد استمر الاستعمار البغيض يفرض سياساته الظالمة والمستبدة على هذه الدول التى عانت الامرين من ذلك وذاقت شعوبها الويلات وهم يرون جزء من ابنائهم يقتادون قهرا وتسلطا الى الجانب الاخر من العالم وهناك يتم استعبادهم وتشغيلهم بالسخرة بل وعدم اعطائهم أى حق الى درجة عدم اعتبارهم بشرا فى الاساس ، ومن يتعرض لكل هذا الظلم لايمكن ان يقبل بالظلم والاستبداد ويقيم علاقات مع دولة تشكل اكبر مصاديق ممارسة الظلم والاستبداد والعدوان ، فهى تغتصب الأرض وتطرد اهلها منها وتقتل الابرياء وتمنع اصحاب الحق من ممارسة حقهم الذى تقره كل الشرائع والأعراف ، انها دولة الكيان الصهيونى الغاصب العنصرى الذى يحتل فلسطين ويقتل الابرياء ، ولايمكن لاى افريقى واع منصف قرأ عن ظلم الاستعمار ومساوئ احتلال بلاده ومعاناة اهله واسلافه لايمكن ان يقبل باى حال من الأحوال ان يقيم علاقات طبيعية مع اسرائيل التى تمثل اسوأ صور الظلم والاحتلال ، وما يقاسيه الشعب الفلسطينى المظلوم اليوم يعتبر اكبر بكثير مما عاشه اسلافهم لذا فان الشعوب الافريقية وهى تحترم اسلافها ونضالهم وتضحياتهم العظيمة التى توجت بالاستقلال لن ترضى ان يلوث حكام اليوم تاريخ الاباء والاسلاف ويضعوا ايديهم فى ايدى الظلمة المحتلين .
ومن ضمن الشعوب التى تفتخر بتاريخ اسلافها ونضالهم من اجل الاستقلال وطرد الاحتلال الفرنسى الظالم ، من ضمن هذه الشعوب الشعب التشادى الذى لايقبل بالظلم ولا يرضى بالاهانة لكن حكومته اليوم تتنكر لتاريخ اسلافها وتخون نضالات الاباء والاجداد وذلك باقامتها علاقات مع الكيان الصهيونى الغاصب ، فقد زار الرئيس إدريس ديبى من قبل فلسطين المحتلة ووضع يده فى يد الصهاينة المجرمين الملطخة اياديهم بدماء الابرياء ،وبعد ذلك رد المجرم نتنياهو ووصل الى انجمينا فى زيارة عمل استفز مشاعر الشعب التشادى المسلم.
وهاهى آخر الاخبار تقول انه قد تم تسيير أول رحلة جوية بين “إسرائيل” وتشاد ، وقالت الإذاعة العبرية إنها رحلة جوية مباشرة من مطار “بن غوريون” الإسرائيلي، إلى مطار العاصمة التشادية انجمينا، وهى الأولى من نوعها منذ استئناف العلاقات بين الجانبين التى تمت فى يناير من العام الماضي.
وسعت “تل أبيب” في السنوات الأخيرة إلى التقرب من الدول الإفريقية في مسعى للحصول على دعمها في مؤسسات الأمم المتحدة.
ان قيام علاقات بين الكيان الصهيونى والدول الافريقية هو خطيئة كبرى يقع فيها الحكام الافارقة المطبعون وهى خيانة منهم لتاريخ الاسلاف ونضالات الاباء ضد الاستعمار ، ومن هذه الدول التى وقعت فى المحظور تشاد فهلا إنتبه شعبها لخطورة ما اقدمت عليه حكومته؟
The post تشاد تتنكر لنضالات الاباء ضد الاستعمار .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.