غير مصنف --

(أم قلين قيد) و(الصراخات) .. وجبات غريبة على مائدة الفقراء

هناك في خط الفقر المتوسط قد تحتوي المائدة على بعض من أصناف الطعام البلدي المعروف بين عامة الشعب السوداني، ولكن إذا نزلت أسفل هذا الخط ستجد أنواع من الوجبات الغريبة تحمل أسماء وألقابا قد لا تستطيع استيعاب معناها ولن تتعرف عليها مثل أم قلين قيد، صراخات، أم بلقصات، الربيت، الكنش، وغيرها من الأسماء التي لم تألفها الأذن..
وتتوفر هذه الأصناف الغريبة من الطعام أسفل الأسواق الشعبية التي تنشط في أطراف العاصمة القومية مثل سوق ستة الحاح يوسف ونظيره بمنطقة مايو والذي يحمل نفس الاسم (سوق ستة)، السوق الشعبي أم درمان إلى جانب سوق ليبيا الذي يحتوي في داخله الكثير من السلع والاحتياجات الحياتية المنزلية مما جعله واحدا من أكبر الأسواق في العاصمة المثلثة..

وفي الناحية الشرقية لسوق ستة الحاج يوسف توجد مجموعة من المحلات تعرض وجبة (أم قلين قيد) وفي رواية أخرى تسمى (أم بلقصات) وهي (كبدة) الدجاج يتم إعدادها بطريقة معينة، وتعد أم قلين قيد أكثر الوجبات طلباً بين طبقة الفقراء الذين يفضلونها على بقية الوجبات لأنها دسمة وأقل كلفة، وفي الناحية الغربية من السوق نفسه تجد أرجل ورؤس الدجاج اهتماما خاصا من بائعي الطيور لأن لها زبائن يطلبونها بكميات كبيرة حيث يعد (الكنش) وهو الاسم المفضل لأرجل وقوائم الدجاج في المناطق الطرفية وجبة يتسابق ويصطف لها الصغار والصبية بعدما ما يتم تحميرها وتجهيزها وتصبح مقرمشة..
ولم تكن تلك الناحية من سوق الوحدة الوطنية حصرياً لبيع قوائم (كنش) ورؤوس الدجاج، وإنما تعد المنطقة مركز إنتاج الدجاج المسلوق و(المحمر) الذي يغذي منافذ بيع على مستوى شرق النيل والمناطق المتاخمة، وتحتشد هذه المنطقة بالذات بالنساء والفتيات الفقيرات يقفن في صفوف من أجل الحصول على المرقة السائلة ليصنعن منها (ملاح) بتكلفة زهيدة يتجنبن بها شراء اللحوم التي أصبحت عالية الثمن..

وعلى مقربة من صفوف نساء المرقة توجد محلات لبيع الكوارع، الجقاجق والجلافيط..
وفي الناحية الغربية والجنوبية بسوق ليبيا أقصى غرب مدينة أم درمان ينشط باعة نوع غريب من الوجبات وهي (الصراخات) وتعني هناك آذان الذبائح من الأبقار والماعز يتم تنظيفها وطهيها بصورة خاصة قبل أن تصبح هدفاً مشروعاً لفئات مختلفة من الفقراء وبعض السكارى الذين يحبون أكل هذه الصراخات المقرمشة..

وبحسب صحيفة اليوم التالي، لم يكتف سوق ستة مايو – جنوب الحزام بعرض بهذه الوجبات على مائدة الفقر المدقع فحسب وإنما يزيد عليها وجبة (زمني الخاين) بديل الفول المصري، إلى جانب (الكرتة) وهي بقايا فتات المطاعم وموائد الأثرياء تجمعها النساء والفتيات الصغار من الخرطوم في (شوالات) قبل بيعها أكواما للزبائن الفقراء بملبغ زهيد حسب الاستطاعة.

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى