وضعت جائحة كورونا (COVID -19) الأنظمة الصحية في العالم في إختبار حقيقي، وكشفت العمق الحقيقي لهذه الأنظمة، نجحت عدد من الدول في احتواءه – بفضل الله – ثم قوة نظامها الصحي، بينما وقفت أخرى مكتوفة الأيدي، وعبث بها الفايرس.
السودان تأثر كثيراً بهذه الجائحة، لأسباب كثيرة وعديدة، فكانت النتيجة تفشي المرض وانتشاره في ولايات البلاد المختلفة.
ومع إنشغال الناس باحتواء كورونا تساقط مرضى الأمراض المزمنة الأخرى حسب التقارير الصادرة من الجهات الرسمية.
تداعت معظم المنظمات والجمعيات والخيرين والمصانع والشركات في طباعة الملصقات للتوعية بالمرض وتوفير المعقمات والكمامات وتنظيم حملات التعقيم، واجتهدت في توفير بعض الأجهزة الطبية.
إلا أن منظمة صندوق إعانة المرضى – منظمة مسجلة منذ العام 1986م – سخَّرت منافذها – أكثر من (130) – منفذ خدمة بولايات البلاد المختلفة لخدمة المرضى، (3) مستشفى تخصصي للأطفال، (2) مستشفى جراحي، (4) مراكز تخصصية، (13) مركز رعاية صحية أساسية، فضلا عن مشاريع الطوارئ المستمرة التي يديرها الصندوق مع شركاءه وهي (33) مركز صحي، (84) مركز تغذية علاجية، فضلاً عن العيادات المتنقلة والمخيمات، بل إن بعض هذه المؤسسات تحول بالكامل لاستقبال المرضى نسبة لتحويل المستشفى الحكومي هناك لمركز عزل.
هذه المؤسسات ظلت تعمل في ظروف جائحة كورونا وغيرها ولم تتوقف، ولم يتوقف أحد من أطرها الصحية عن العمل وكانوا خط الدفاع الأول ضد كورونا وغيرها من الأمراض، بل يعملون في إنسجام وفريق واحد هدفه الإنتصار في هذه الجائحة، وتقديم الخدمات الصحية المختلفة.
هذه الخدمات التي تقدمها منظمة صندوق إعانة المرضى عبر مؤسساتها في تقديري أكبر داعم ومساند لتقوية النظام الصحي، حيث حملت عبء كبير من القطاع الصحي الحكومي، وبهذا حققت مفهوم الشراكة الذكية الحقيقية بين القطاع الحكومي والقطاع الثالث.
هذا العمل يقف خلفه رجال، يواصلون الليل بالنهار، يضعون الخطط الواقعية القابلة للتنفيذ، كيف لا وعمرهم في هذا العمل أكثر من ثلاثة عقود، أكسبتهم خبرة وحنكة، في إدارة هذه المؤسسات في الوضع الطبيعي وفي حالات الطوارئ.
بجانب إدارة وتشغيل هذه المؤسسات قدمت المنظمة وعبر اللجنة العليا للطوارئ مساهمات في احتواء جائحة كورونا تمثلت في مشروع حماية الكوادر الصحية، وذلك بتوزيع عدد (15) حزمة لحماية الكوادر الصحية العاملة بالمستشفيات، تحتوي على معقمات وكمامات FFP2. بعدد (15) مستشفى بولاية الخرطوم. بجانب مشروع تعزيز الصحة للوقاية من مرض كورونا بالتعاون مع وزارة الصحة بولاية الخرطوم بمحليات الولاية السبعة، حيث يستهدف (300) مؤسسة صحية، من مستشفى ومركز صحي. كما تمت طباعة وتوزيع عدد (220.000) مطبوعة تثقيفية بجانب الإذاعة الجوالة، وحملات التعقيم، وتدريب الأطر الصحية على بروتوكلات التشخيص والعلاج، وتصنيع وتوزيع المعقمات، فضلاً مشروع توعية وحماية الأطفال في وضعية الشارع (المشردين) بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، وتم تنفيذ المشروع بمحليات الولاية السبعة واستفاد منها (11.539) مستفيد، فضلا عن دعم مراكز العزل بالمعقمات. وحملات التوعية الوقائية من كورونا بالولايات وبمعسكرات النازحين بولايتي شمال وجنوب دارفور.
هذا وغيره من الجهود والمساهمات ظلت تقدمها منظمة صندوق إعانة المرضى بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية، ووزارات الصحة الولائية، إسهاماً منها في احتواء الجائحة وإسناد النظام الصحي.
كما ستشهد الأيام القادمة – بإذن الله – تنفيذ مشاريع صحية ضخمة بالتعاون مع شركاء العمل الصحي والإنساني في ولايتي كسلا والجزيرة، ممثلة في مكافحة العدوى وتوفير معينات الحماية الشخصية للأطر الصحية وتجهيز مراكز عزل ومراكز رعاية صحية أساسية ومراكز التغذية العلاجية ورفع الوعي الصحي المجتمعي والتعريف بالمخاطر وتدريب الأطر الصحية والتقصي المرضي وتفعيل مركز الإتصال الساخن لتلقي البلاغات عن مرض كورونا.
نسأل الله أن يتقبل الجهود ويسدد الخطى ويخلص الأعمال.
✒️ بقلم: عمر عبد السيد
الخرطوم – ١١ يونيو ٢٠٢٠