السودان اليوم:
في صباح ليلة الصراخ الكُبرى خرج علينا الطاهر حسن التوم بمقال طويل عريض يُبرر في استلامه لمليارات الجُنيهات ومئات الألوف من الدولارات (العزيزة) الشحيحة في الخزينة العامة ، احتجّ الطاهر احتجاجاً شديداً على لجنة التمكين وعلى اصرارها على إبراز إسمه من وسط الأسماء الأخرى المُدرجة في الملف الذي جاء به المحامي وجدي صالح لشئ في نفسه كما يظُن ويجزم الطاهر بأنّ الموضوع شخصي ، وكيف لوجدي أن يستخرج إسمه من دون الأسماء الكثيرة الموجودة في الملف الذي جاء به كمستند إتهام.
يُبرر الطاهر بأنّ المبالغ المذكورة هي عبارة عن فواتير مُستحقة تخُص شركاته الإعلامية وتعاملاتها الكثيرة والكبيرة مع نظام الإنقاذ ، الأموال المُستلمة كما يقول ليست هبة أو مُساعدة شخصية قدمتها الإنقاذ له إنّما هي أموال حلال بلال خدمة يمين وعرق جبين ولا مانع لديه من الوقوف أمام المحاكم لتبيين الحق ، ومن حقه أن يُقاضي في دولة العدالة من يُريد ، ومن حق الدولة أن تسأل عن مصدر الأموال بشفافية كما سأل الفاروق عُمر إبنه عبدالله رضي الله عنهما عند رؤيته لمجموعة من الأبل كانت تتميّز عن غيرها بالبدانة فسأل لمن هذه الإبل فقالوا له إنها تخُص عبدالله إبنك فلم يتوانى الفاروق في إصدار أوامره بضمها لبيت مال المُسلمين وبرّر ذلك بأنّ العامة (رُبما) يفسحون لها في المرعى لأنها تخُص إبن أمير المؤمنين وليثبت عبدالله غير ذلك إن أراد أخذها وكلو بالقانون.
لو بيننا أمير المؤمنين يا هذا لسألك نفس السؤال هل تستطيع الشركات الأخرى التي لا علاقة لها بالنظام وأهله أن تحصُل على مثل هذه المبالغ (الضخمة) التي استلمتها أنت في زمان الخزينة الخاوية ..؟
صاحب هذه الزاوية شاهد على واقعة تخُص شركة إعلامية يمتلكها رجل أعمال بسيط لا شئ يجمعه بالسياسة من قريب أو بعيد يُقدِم في شركته هذه بعض الخدمات الإعلامية مثله ومثل الطاهر ويتفوّق على الطاهر بأنّ الخدمة التي يُقدمها متعوب عليها ، يُنفق عليها أموالاً طائلة للمواد الخام المُستوردة وللعمالة الأجنبية والمحلية وغيرها من المصروفات ، قادته الصُدفة لتقديم خدمة إعلامية في العام 2008م لمؤسسة تابعة للمؤتمر الوطني كلفته تلك الخدمة فاتورة كبيرة ، واتفقوا معه على أن يُسددوا له المبلغ كاملاً مع خطاب شُكر وتقدير بعد الإستلام ويومها كانت أموال النفط تجري في أيديهم ، وافق الرجُل ونفّذ المطلوب كما أرادوا بالضبط بعد أن وعدوه بالمزيد من العمل في قادم الأيام ، وبدأت المُماطلات في الدفع ، والذي لا إله إلّا هو لم يستلم جُنيهاً واحداً منهم إلى يومنا هذا واتضح لاحقاً بأنّ مجموعة شركات أخرى كانت تنتظر في قائمة مديونية المؤسسة سداد فواتيرها من المُدير الشاب (المشهور) والنافذ في المؤتمر الوطني..
The post أركِز يا الطاهر..!!.. بقلم زاهر بخيت الفكي appeared first on السودان اليوم.