شددت لجان مقاومة الخرطوم شرق على أن ما يدور في الساحة السياسية من تشاكس وتصارع بين الأطراف المدنية والعسكرية لا يلبي طموحات الشعب العظيم، ولا يصل لمستوى تضحياته الجسام، وقطعت بأنه لا يعبر عن روح ثورة ديسمبر المجيدة باعتبارها منصة لتأسيس دولة سودانية ديموقراطية حديثة تلبي غايات الشعب وتطلعاته نحو سودان النماء والرفاه والحرية والسلام والعدالة.
واكدت لجان مقاومة الخرطوم شرق في بيان مشترك أطلقت عليه صحوة لجان المقاومة تصحيح المسار بحسب صحيفة الجريدة، أكدت أنها ليست طرفاً من الصراع السياسي القائم بين الأطراف المدنية والمسلحة واستدركت قائلة ولكننا أصحاب مصلحة حقيقية في التأسيس لاستقرار سياسي يؤدي إلى وقف الحرب وإنجاز التحول الديمقراطي الراسخ والمستدام، باعتباره أحد الشروط الأساسية لإنجاز التنمية كونها وعاء جامع لشعارات كل الثورات السودانية والتي تفتح الباب أمام رفاه المجتمع ونمائه واستكمال أهداف الثورة، واستشعاراً منا للحس الوطني والمسؤولية.
وبعثت برسائل للفاعلين في الساحة السياسية وقالت مخاطبة تجمع المهنيين السودانيين مع اعترافنا بالدور الهائل لتجمع المهنيين كقائد لعملية تمدين المجتمع السياسي وتفعيل العمل المدني، لكن أياً من هذين يستحيل بغياب الديمقراطية وتأسيس البنية السياسية والمجتمعية والبعد عن التوجهات الحزبية الضيقة بداخل جسم التجمع ذاته.
وطالبت تجمع المهنيين بالالتفات إلى أعمدة بيته التي رأت أنها تتصدع بل تتمايل، ويحتاج هذا الخلل لإعادة ترتيب فاعلة تركز على الدور الحقيقي لنشأة التجمع. وطالبت التجمع بالعمل على تحقيق مصالح ومطالب الفئات المهنية والعمالية وذلك بالتسريع والضغط باتجاه إجازة قانون النقابات والدعوة لتشكيل الجمعيات العمومية مما يجعل التجمع تجمعاً نقابياً مستقلاً يعبر عن مصالح الفئات المنضوية تحت لوائه، وزادت حينها يستطيع التجمع المشاركة في البنية السياسية بشكل مؤثر وفاعل.
وخاطبت قوى إعلان الحرية والتغيير قائلة إن تخبطكم ومعارككم وتنازلاتكم المتكررة قد أفقدت الثورة الكثير وعطلتها بشكل كبير، وعليه نطالبكم بضرورة البناء المؤسسي والشفافية والتشاركية والابتعاد عن الصراعات، فهي شروط مبدئية لاستمرار هذا الجسم كممثل للقوى الثورية. و اردفت فأنتم أصحاب المسؤولية المباشرة في السعي الجاد والفوري لتطبيق بنود إعلان الحرية والتغيير غير منقوصة والعمل على تطويرها وتجديد رؤاها واستراتيجياتها. لا بد من إعادة هيكلة هذا التحالف كي يواكب عمليات إنجاز السلام العادل والبناء الدستوري المتين وكافة أهداف ثورة ديسمبر التي لم يتم إنجازها بعد، وطالبتها بالابتعاد عن الصراعات والتركيز المباشر على تنفيذ مطالب الشارع الذي لولاه لما كان لقوى إعلان الحرية والتغيير مقدارها التي هي به.
وفيما يتعلق بقوى الكفاح المسلح قالت نؤكد لكم أننا أصحاب مصلحة حقيقية في تحقيق السلام المستدام وتأسيس دولة سودانية وطنية موحدة على أساس المواطنة التي لا تميز ولا تفرق بين مواطنيها على أي أساس ولا تهمش أي من مكوناتها، ونؤكد لكم أننا سنظل ندعم قضية السلام الشامل والعادل والذي يخاطب جذور الأزمة مهما كلفنا ذلك من تضحيات جسام.
ونوهت لجان مقاومة الخرطوم شرق على القوات المسلحة إن وظيفة الجيش القومي هي حماية وصون البلاد وأهلها وليس الحكم، ولا يجب أن تكون هذه المؤسسة تحت قبضة أي تنظيم بعينه لتحقيق أهداف سياسية وسفك دماء أبناء الشعب الذي يعول على جيشه للحماية من جميع الأركان. واكدت سعيها بكل طاقتها لضمان حل جميع الميليشيات وإعادة هيكلة القوات المسلحة حتى تعبر عن قومية السودان.
واعربت عن قلقها وحذرها للنشاط المتزايد لقوى الردة والظلام من فلول النظام وأعداء الثورة وما يحدث في مسار الثورة من انحرافات وتجاوزات وصفتها بالمؤسفة والخطيرة، وما صاحب هذه الانحرافات من تفريط في بعض مكتسبات الثورة التي بذلت في سبيلها الدماء وفاضت من أجلها الأرواح الطاهرة والتي لم ترقى بعد لتطلعات الشعب السوداني العظيم.
الخرطوم: (كوش نيوز)