معلوم أنّ الإنقاذ التي اجتمعنا على خروجها القسري جاءت هي الأخرى مُضطربة بلا برامج أو خُطط إنّما اتكأت على شباب تمّ دعمهم وتأهيلهم بواسطة الحركة الإسلامية وأوفدت بعضهم للخارج للتأهيل الأكاديمي وقد جاءت بهم الإنقاذ قبل المُفاصلة للاستفادة منهم في إرساء قواعد الحُكم ، ولم تبدأ مشروعها التمكيني إلّا بعد أن استطاعت أن تُثبِّت أركان سُلطتها وبعد أن امتلأت خزائنها وتذوّق أصحابها طعم السُلطة الشهي لا سيّما بعد انفراد الوطني بالحُكم ونسفه لشريكه الأصيل ، وبالطبع ما تمّ غرسه لن نستطيع لجنة التمكين مهما أوتيت من قوة ومنعة أن تقتلعه من جذوره في شهور ، وما ساعد الإنقاذ على التمكين هو صمت الناس عنها وحسن الظن بها في سنواتها الأولى.
إذن لن نصمُت ولن نُلدغ أبداً من جُحر التمكين (أس الفساد) مرة أخرى ..
خبر مُثير جاءت به الجريدة أعاد الذاكرة إلى تلك الحقبة عندما اختلت المعايير للوظيفة وأصبح قريب المسؤول وصديقه ورفيقه في الحزب هو الأكثر تأهيلاً من غيره ، بصرف النظر عن تأهيل الغير وقدرتهم على المُنافسة ، حتى أصبحت العلاقات (قريبي وقريبك وصاحبي وصاحبك) هي المدخل الوحيد للوظائف وفقدنا كُل شئ ، وفقدت الإنقاذ الأرضية الثابتة التي تُبقيها أو تُعيدها إلى الحٌكم بسبب هذه الفوضى.
(تصاعدت الخلافات بين والي الابيض المكلف يوسف الضي ومدير عام التعليم وداد محمد الحسن بسبب تعيينات المعلمين بالولاية وكشف مصدر لـ(الجريدة) أنّ الخلافات نشبت عندما دفع الوالي المكلف بقائمة أسماء لعدد عشرة معلمين للوزيرة لاعتمادهم بالولاية غير أنّها رفضت طلب الوالي لجهة أنّ هنالك معايير يجب إتباعها للقبول، وحسب المصادر دخل الوالي في صراع مع الوزيرة ، ولفتت المصادر ان الوالي سارع الى ترشيح احد كوادر حزبه لشغل المنصب الامر الذي اثار حفيظة لجنة المعلمين المركزية التي استنكرت تدخل الوالي في مهام الوزيرة واوضحت الاستاذه قمرية في تصريح خاص لـ(الجريدة) ان اللجنة تتابع الموقف وسوف تتخذ اجراءات بشأن القضية في الوقت المناسب محذرة من اية محاولة لاقصاء الوزيرة)
أولاً دعُونا نسأل من جاء بالوزير والوالي (السوبر) الضي هل عقُمت حواء الثورة من آخر يتم تكليفه لولاية النيل الأبيض غير الضي ، وهل عجزت الحكومة بمكوناتها المُختلفة عن تكليف آخر للخُرطوم ، والرجُل يشغِل فيها منصب وزير ، هل في مقدوره إدارة كُل هذه الملفات ورونا كيف ، ونحن بنعرف أكتر من الحكومة..؟
ثانياً لقد حدثت مُشادات تصدّرت الأخبار في حينها بينه والوالي المُكلف حيدر الطريفي وكادت أن تنفجر الأوضاع بسببه فلماذا الاصرار عليه ، وما جاء به الخبر (أعلاه) هو بداية لتمكين آخر ومرض بلا شك ستنتقِل منه العدوى لكُل مسؤول آخر وكأننا يا أبو زيد لا غزينا ولا شُفنا الغزو بعينينا..
صحيفة الجريدة