السودان اليوم:
شكلت النفايات تحديا كبيرا لجميع الحكومات الماضية، حيث فشل النظام السابق في ايجاد حلول تخفف من وطاة ومعاناة المواطنين من تفاقم تراكم النفايات بالولاية، حتى أصبحت الخرطوم بركة للنفايات، فضلاً عن تدفق مياه الصرف الصحي بالشوارع، في الوقت الذي تنشغل فيه السلطات بالولاية في محاربة فايروس كورونا المستجد، تطل أزمة النفايات مرة أخرى في الاحياء والطرق الرئيسية، ولا يخفى على أحد المنظر المقزز والكارثي لمدينة تعتبر عاصمة قومية.
انشغال السلطات
عقب ارتفاع حالات الاصابة بفايروس كورونا في ولاية الخرطوم، انشغلت السلطات بمحاربة انتشار فايروس كورونا المستجد، واهملت الجانب الخدمي للمواطنين المتمثل في نقل النفايات وفتح المجاري ومصارف المياه استعداداً لفصل الخريف، الامر الذي أدى الى تزمر مواطني الولاية من اهمال الحكومة لتلك الجوانب الخدمية، في الوقت الذي حملت لجان مقاومة أمبدة سلطات المحلية ظاهرة تفاقم النفايات التي تشهدها الأحياء والشوارع العامة والأسواق بصورة غير مسبوقة، أدت إلى تزمر المواطنين واستياءهم من الاهمال، واتهمت لجان المقاومة إدارة مشروعات النفايات بعدم اللامبالاة في ظل هرا الواقع الصحي والبيئي المتردي، ووصف محمد إسماعيل ميرغني عضو لجان مقاومة أمبدة الوضع البيئي بالمحلية بالكارثي، واتهم المحلية بالاهمال المتعمد وعدم المسؤلية من سلطات المحلية التي لا تعير صحة المواطن أدنى اهتمام، وكشفت لجان المقاومة عن انها عقدت اجتماع مع المدير التنفيذي رابح محمد أحمد وتم تقديم شرح وافي عن معانة المواطن بسبب تراكم النفايات، وقالوا بأن المدير التنفيذي وعدهم بحل المشكلة، واضافت: لكن بكل أسف ذهبت وعوده أدارج الرياح ومازلنا نرزح تحت وطأة النفايات وانتشار الامراض والذباب.
و يقول محمد أحمد باعوضة عضو تنسيقية سوق ليبيا لـ(الجريدة) إن ما يحدث من تردي في الأوضاع الصحية والبيئية بالسوق أمر مخزي وغير مقبول، خاصة ونحن مقبلين على فصل الخريف ومازالت المصارف مغلقة بالاوساخ والنفايات، والمحلية صامتة صمت القبور ولا تحرك ساكنا، مشددا على ضرورة تدخل السيد والي ولاية الخرطوم في اسرع وقت لحل مشكلة النفايات وفتح المصارف والمجاري والاستعداد لفصل الخريف، مؤكداً على أن لجان المقاومة جاهزة للتعاون مع السلطات المحلية.
كارثة بيئية
ولا يختلف المشهد في ضاحية الحاج يوسف عن محلية أمدرمان، حيث تحولت منطقه الحاج يوسف الى أكبر مكب للنفايات خاصة في الميادين والساحات العامة، وشكا المواطنون من غياب عربة النفايات، وأكدوا انها غابت لأكثر من ثلاثة أشهر، الامر الذي ينذر بكارثة بيئيه خاصه مع دخول فصل الخريف، وهذا ما ذهب إليه مجدي عوض أحد مواطني منطقه الحاج يوسف دارالسلام في حديثه لـ(الجريدة) وحذر مجدي من تفاقم الاوضاع، وقال انه كان من الافضل أن تقوم السلطات باستغلال فترة الحظر والشروع في تنظيف العاصمة واصلاح الشوارع، منوها الى قدوم فصل الخريف الذي لطالما كان يفاجئ الحكومات السابقه في العهد البائد، واوضح أن لجان المقاومة تقوم بدور كبير لكن هذا وحده لايكفي، وشكا مجدي من غياب عربة النقل الخاصة بالنفايات، مؤكدا انها لا تحضر اليهم لاكثر من ثلاثة أشهر، وطالب السلطات بالالتفات الى الوضع الصحي بالبلاد، لافتا الى أن محاربة فايروس كورونا يبدأ من تنظيف العاصمة الخرطوم، داعيا الجهات المختصة للقيام بزيارات ميدانية حتى يتثنى لهم معرفة الاوضاع والوقوف عليها بالكامل، وأكد انه إذا استمر هذا الوضع سيشكل كارثة بيئية كبرى الامر الذي يساعد على انتشار الامراض بصورة مخيفة، موضحا أن كثير من المواطنين لجأوا الى نثر النفايات بالساحات والميادين مما خلف روائح نتنه داخل الاحياء، وطالب مجدي بالاسراع في توفير سيارات لنقل النفايات.
معيقات الوصول
واكد عضو لجان مقاومة شمبات أحمد محمد لـ(الجريدة) على أن العربات المخصصة لنقل النفايات من المحلية لم تأتي لفترة تجاوزت الاكثر من شهر، مما أجبرهم لنقل النفايات وحرقها في أماكن بعيدة من الاحياء، وقال إن الادارة المعنية بتوزيع عربات النفايات داخل المحلية لم تقوم بتقديم أية توضيح لهم، خاصة في المعيقات التي تمنع وصول العربات الى الاحياء ونقل والنفايات، وتساءل أحمد هل هنالك نقص في العمالة أم عدم صيانة العربات أم نقص في الوقود؟؟ وطالب المدير التنفيذي بالمحلية لتوضيح الاسباب، وشدد على ضرورة تدخل الجهات المعنية بحل مشكلة تراكم النفايات خاصة داخل المجاري لمنع حدوث كارثة بيئية وصحية في فصل الخريف.
انتشار الذباب والباعوض
وبالمقابل تخوف مواطنو أبو سعد المربعات من أن يؤدي تراكم النفايات في فصل الخريف الى انتشار الذباب والباعوض الذي يتسبب في نقل كثير من الامراض المتمثلة في الملاريا والكوليرا وغيرها، وانتقدوا السلطات بولاية الخرطوم لانشغالها بمحاربة فايروس كورونا المستجد واهملت نقل النفايات وفتح المجاري والمصارف استعدادا لفصل الخريف، وفي ذات الوقت اشتكى المواطنين من عدم وصول عربات النفايات لفترة تجاوزت الشهرين مما تسبب في تدفق النفايات في شوارع الاحياء والطرق الرئيسية، وطالبوا السلطات المختصة بالعمل على فتح المجاري ونقل النفايات قبل هطول الامطار.
مشهد آخر
واختلف المشهد في ديوم بحري، حيث قالت لجان مقاومة بحري انهم كلجان مقاومه قاموا بتحديد يوم للنظافة على الرغم من الظروف الصحية الصعبة، واكدت عضو لجان مقاومة ديوم بحري رهام النصيح أحمد على أن محلية بحري كانت سباقة وقامت بنظافه الشوارع وفتح مجاري الصرف استعداد لفصل الخريف، واردفت: ونحن كملنا باقي الحي ونقوم بالتعقيم في الشوارع والمجاري والدكاكين والبقالات والمستشفيات والبيوت، وقالت إن المحلية عقدت اجتماعا مع لجان المقاومة (بخصوص نقل براميل النفايات التي تخص سوق سعد قشرة، ساعدهم في ذلك المدير التنفيذي للمحلية، واكدت ان المحلية قامت بكافة الاستعدادت لفصل الخريف المتمثلة في نقل النفايات وفتح المجاري، كما أكدت على أن عربات النفايات تأتي لنقلها بشكل دوري وان الشوارع خالية من النفايات.
The post الخرطوم.. عاصمة تحت انقاض النفايات…. appeared first on السودان اليوم.