السودان اليوم:
· أشارت الأنباء إلى أن لجنة رياضية قد شُكلت مؤخراً للتواصل مع اللجنة العليا لإزالة التمكين وتفكيك نظام الإنقاذ بغرض الشروع في إزالة التمكين في المؤسسات والهيئات الرياضية.
· هذه خطوة بالغة الأهمية لكونها تتصل بوعي شريحة الشباب.
· وقد توقعنا أن تولي لجنة إزالة التمكين هذا القطاع وافر الإهتمام منذ تشكيلها.
· فلو لا سياسات الأجهزة الأمنية التي استغلت مختلف وسائل الإعلام في تخدير الشباب وإلهائهم بقضايا هامشية لما استمر حُكم هؤلاء اللصوص لثلاثة عقود.
· لم تُقصر العديد من الصحف، مثلما لعبت معظم القنوات الفضائية أقذر الأدوار في شغل الشباب بكل ما هو فارغ طوال سنوات حُكم الطاغية.
· ولهذا ظلوا (يصنعون) عشرات المغنيين والمغنيات الشباب كل يوم.
· خدعونا بحرص زائف على الفنون والتوثيق للغناء السوداني، ولا أدري كيف صدقنا أن من يهمل أمن وسلامة وطعام وكساء وعلاج وتعليم أبناء هذا الشعب يمكن أن يكترث بفنونهم وثقافتهم.
· وجدوا في القطاع الرياضي ضالتهم فسلطوا علينا أبي هريرة حسين ليجر وراءه عدداً من المطربات والمطربين فارغي العقول وعديمي المواقف.
· لازمه هؤلاء كظله في كل مناسباته المتكررة بجوار المخلوع لتسويق (وهمة) افتتاح ملاعب الناشئين بزعم صقل المواهب في كرة القدم وبدء تصدير اللاعبين للأندية العالمية الكبيرة.
· وما هي إلا أشهر قليلة حتى صارت تلك الملاعب مرتعاً للأغنام.
· لم يحدث ذلك اعتباطاً، وإنما لأنهم أدركوا بحسهم الإجرامي وخبثهم الملحوظ أن شبابنا موله بالطرب والغناء فوظفوا بعض مطربي الغفلة لإفساد الذوق العام والتلاعب بالقطاع الرياضي والشبابي.
· وبعد أن أكمل هؤلاء مهمتهم بنجاح مع أبي هريرة تحول معظمهم إلى برامج مثل أغاني أغاني ليكملوا رسالتهم غير النبيلة بقيادة قائد الأوركسترا السر قدور.
· وعلى ذكر هذه الرسالة غير النبيلة يبدو لي أن إقالة حسن فضل المولى من إدارة قناة النيل الأزرق لم تكن سوى ضجة إعلامية.
· فالنيل الأزرق كما عهدناها ولم يتغير فيها شيء.
· كل ما في القناة يسير وفق ما خطط له جنرالهم المزعوم.
· وهي تؤدي حتى يومنا هذا ذات الدور الذي لعبته فيما مضى من سنوات، وهذا يتطلب مراجعة عاجلة لو كانت هناك جدية في أن تساهم قنواتنا الفضائية في تعزيز الوعي ومواكبة المرحلة الجديدة.
· صُعقت بالأمس لسماع أحد ضيوف القناة (الأمين العام للمجلس القومي للبيئة) يقول لمدير القناة مع بدء استضافته في برنامج (كألآتي) ” أهلاً بقناة الحق والجمال”!
· ولا أدري أي جمال قصده الدكتور البشرى حامد البشرى، سيما أن المشهد وقتها كان لأكوام من الأوساخ التي ملأت الشوارع دون أن تجد من يزيلها!
· استمر الحوار بعد ذلك ليقول مدير القناة أنهم لا ينتقدون الحكومة، بل ينبهون للنواقص، مع أنه من أوجب واجباتهم أن ينتقدوا المسئولين طالما أن الأمور وصلت لهذا الحد من تهديد صحة السودانيين.
· لكن كيف لقناة تربت في كنف الطغاة أن تمارس نقداً موضوعياً وصريحاً دون تقديم الإعتذارات!
· لهذا استغربت جداً لعبارة الدكتور (الحق والجمال)، فالكثير من أهلنا البسطاء يعلمون أن النيل الأزرق وصويحباتها ما أُسسن إلا لتجهيل الناس وإطالة أمد الظلم والطغيان.
· استمرت حملات التسطيح والتجهيل في الوسط الرياضي والشبابي طوال السنوات الماضية بمساندة الكثير من الأقلام التي تدعي الثورية اليوم.
· سخرت لهم هؤلاء الكتاب آلتهم الإعلامية بعد أن وجدوا الدعم المالي من أطراف ذات ارتباط بحزب المؤتمر الوطني (المحظور) فأمتلأ هذا الوسط الحيوي بالفاسدين والنفعيين والأرزقية.
· سيطروا على الإتحادات بمساندة بعض أقلام الضلال حتى تمكن شباب حزبهم من هذا القطاع بالرغم من أنهم (لا ناس كورة ولا بفهموا في الرياضة).
· وسلطوا على الأندية الكبيرة بعض الإداريين المفسدين أو المتكسبين من فساد نظامهم.
· لهذا كتبت في هذه الزاوية مُناصحاً البوشي بعد ساعات فقط من تنصيبها وزيرة للشباب والرياضة ورجوتها بأن تنظف هذا الوسط من الكيزان بأسرع ما تيسر.
· إلا أنها استمرت في التحرك وسط حشود هائلة من الكيزان فأوقعوها في مشاكل جمة.
· أثارت البوشي قضية فساد المدينة الرياضية ثم (نامت نومة أهل الكهف) ولم نعد نسمع شيئاً لا عن المدينة الرياضية ولا عن غيرها من الملفات.
· وقد أضاع هذا التمهل غير المبرر على الثورة وقتاً ثميناً.
· لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي مطلقاً.
· أتمنى أن تكون هناك جدية في عمل اللجنة المعنية، وأن تجد الدعم الكامل من اللجنة العليا لإزالة التمكين.
· فالشباب نصف حاضر هذا البلد وكل مستقبله.
· لن يكفي الإعتماد على مجموعات محددة في لجان المقاومة.
· ولابد أن يعود هذا القطاع كاملاً لشباب ثوار أنقياء، وأن يُطهر من كل المفسدين من أجل المحافظة على المكتسبات (القليلة) التي تحققت حتى اليوم، وإتاحة الفرصة لهؤلاء الثوار لتقديم العون الحقيقي للحكومة ومساعدتها في تجاوز المطبات.
· فالبلد بحاجة لحراس حقيقيين ومناصحين مخلصين لا هتيفة وطبالين.
The post خطوة بالغة الأهمية.. بقلم كمال الهِدي appeared first on السودان اليوم.