السودان اليوم:
* تحدثت أمس عن تجربتي الأولى مع آدم سوداكال، عندما طلب مني- أيام أن كان في الحبس- أن أكون قريباً منه بالرأي والنصيحة، لأنه- حسب ما قال-؛ فقد الثقة في بعض أعضاء المجلس..
* واليوم أتناول تجربتي الثانية، المرتبطة بمدرب المريخ الأسبق، الفرنسي غارزيتو..
* يعلم الجميع أن هذا الأخير قدّم قبل فترة؛ شكوى إلى الفيفا مطالباً بمستحقاته على المريخ..
* وأمهلتنا الفيفا فترة معقولة لسدادها، وإلا فستصدر العقوبات المناسبة ضدنا..
* اتصلت بالأخ الحبيب سفيان مترجم غارزيتو.. فأكد أن مستحقات الفرنسي ليست بالحجم الذي ذكره في الشكوى، إذ أن هنالك مبالغ تسلمها، وتوجد بها مستندات مكتوبة عليها توقيعه، مفروض تكون موجودة في المكتب التنفيذي.. وطلب مني أن أنسق له لقاءً مع ضباط المجلس، ليوضح لهم تفاصيل المبالغ التي يستحقها الفرنسي… وبالفعل نسقت له اللقاء، والتقى- حسب الموعد المضروب- بعدد من أعضاء المجلس في المكتب التنفيذي، وفوجئ بأن هنالك مستنداً رئيسياً (ما عارفين مكانو وين)..!!
* وعموماً أكد لهم أنه قادر على إقناع غارزيتو بتسوية تمكّن المجلس من دفع المبلغ (البقدر عليه)..
* ودارت دورة الأيام، ولم يُظهر المجلس أي جدية توحي بأنه راضٍ عن التسوية، أو أنه على استعداد لأن يدفع المبلغ الذي يتم الإتفاق عليه…
* وتحركت هنا وهناك، وعلمت من مصدر خاصة، أن المجلس يرى أن مديونية غارزيتو مسؤولية الوالي، وهو الذي يجب أن يدفعها..!!!
* فقلت له بالحرف: (طيب مش كان يقول لينا كده من الأول بدل الجرجرة دي كلها)؟؟..
* لم أيأس.. فقد كنت أظن- وبعض الظن إثم-؛ أن (القبة جواها فكي)..
* اتصلت بسوداكال.. ودار بيني وبينه حديثٌ مطولٌ، أكد خلاله على أنه سيدفع فقط؛ خمسين ألف دولاراً من جملة المستحقات..
* وفي اليوم التالي اتصل بي رئيس رابطة المريخ بقطر، مولانا مجذوب مجذوب، مشفقاً ومستفسراً عن آخر المستجدات في ملف غارزيتو، فأخبرته أن سوداكال التزم أخيراً بأن يدفع خمسين ألف دولاراً من جملة المستحقات..
* فقال لي بكل الصدق: ما مشكلة.. خليهو يحوّلها لينا.. ونحن ح نكمّل الباقي..
* وأخبرت سوداكال بذلك، فطلب مني رقم المترجم (سفيان).. وأرسلته له..
* واتصل به بالفعل، وعلمت من الأخير أن سوداكال جدّد تأكيده على دفع المبلغ الذي وعد به.. واستبشرنا خيراً..
* ولكن كادت المهلة أن تنقضي ولم يحوّل سوداكال المبلغ لرابطة قطر.. فاتصلت به لأبلغه بقرب إنتهاء المهلة، حتى يسارع إلى تحويل المبلغ إلى رابطة الدوحة، لتحسم هذا الملف، قبل أن تتهددنا عقوبات الفيفا.. فوعدني بأن يفعل.. ولكنه للأسف لم يفعل.. وزاد على ذلك بأن بدأ يتجاهل اتصالاتي.. إلى أن كادت الفأس تقع على الرأس، لولا تدخل الأخ جمال الوالي في آخر لحظة، ودفعه لمستحقات غارزيتو بالكامل، لتنطوي بذلك أخطر قضية واجهت الزعيم في تأريخه.. ويتنفس الصفوة الأخيار الصعداء..
* ويقيني لو أن سوداكال اتصل بي، أو رد على اتصالاتي الأخيرة، واعتذر عن الدفع لأي سبب من الأسباب، لأكبرتها فيه، ولكن أن يتعهد بدفع خمسين ألف دولار، وأبلغ الرابطة بذلك، وتبني حساباتها على هذا الأساس، ثم يأتي ويخلف وعده، ويحرجني مع الرابطة ومع سفيان، ويدخلنا جميعاً في ذلك المأزق، فهذا إن دلّ على شئ، فإنما يدلّ على أن الرجل يدمن اللف والدوران.. وأنه ما كان سيهتم لو أن الفيفا عاقبت المريخ، وقضت بتهبيطه إلى الدرجة الأدنى..
* والحق يقال.. لولا الوالي- جزاه الله عنا خير الجزاء- لربما حدث ذلك بالفعل.. ولازمتنا الفضيحة إلى يوم الدين..
* وشخصياً.. رغم ما فعله سوداكال معي في ملف الغاني مايكل.. لم أتوقع منه أن يخذلني في ملف غارزيتو أيضاً، لأنني بالذات، كنت مخلصاً في وقفتي معه.. وساندته أيام الحرب القذرة التي قادها ضده وزير الرياضة السابق اليسع، والمفوضية..
* وظللت أدافع عنه وعن مجلسه في جميع مقالاتي الصحفية، وأحاديثي الإذاعية والتلفزيونية، دفاعاً مستميتاً، نالني بسببه ما نالني من بعض المعارضين للمجلس عموماً، ولرئاسة سوداكال على وجه الخصوص.. لأكتشف في النهاية أنني كنت متفائلاً أكثر من اللازم.. وأن من كانوا يستنكرون مني ذلك، كانوا على حق.. وهنا اعتذر لهم جميعاً..
* ويبقى العزاء أنني فعلت كل ما فعلته، من أجل المريخ الكيان، لا من أجل سواد عيون سوداكال..
رابطة الشرقية تلتقط القفاز
* قبل أن يجفّ مداد البيان الذي أصدرته رابطة قطر قبل يومين، وباركت فيه جهود لجنة سحب الثقة من المجلس، صدر بيان من رابطة المريخ بالمنطقة الشرقية بالسعودية، تؤيد فيه الخطوات الرامية لسحب الثقة من المجلس الحالي، وتعلن تأييدها لها..
* فهل يا ترى يقتنع المجلس بأنه لم يعد مرغوباً فيه، ويبادر أعضاؤه بتقديم استقالة جماعية، ويسجل موقفاً للتاريخ.. أم يصرّ على الكنكشة، ويرغم جماهير المريخ على مضاعفة الجهود لسحب الثقة منه، وفي النهاية يسجل التاريخ أنه أول مجلس في تاريخ الأندية السودانية، تسحب منه جماهيره الثقة؟؟
آخر السطور
* نفسي أعرف أي (حظر تجوال) هذا الذي يختلف بعض أعضاء اللجنة الأمنية حول تمديده أو رفعه؟؟!!
* ونفسي أعرف أيضاً.. هل اللجنة الأمنية لم تكتشف حتى اليوم أن الحظر الذي فرضته من قبل شهرين تقريباً؛ ما هو إلا حبرٌ على الورق..؟؟!!
* لو سألت اللجنة نفسها كيف يكون الحظر مطبقاً على أرض الواقع، والإصابات والوفيات تتزايد بهذه الأرقام المخيفة من يوم ليوم، لاقتنعت بصحة ما نقوله عن هشاشة حظرها؟؟!!
* الآن نحن ومصر فقط، نعاني من تداعيات هذا الوباء.. بينما بقية الدول (الآفروعربية) نجحت في الحد من تفشيه، بفضل تشدد حكوماتها في ضبط الحظر.. والتزام شعوبها بإرشادات السلامة؛ (التعقيم، وغسل الأيادي، وتجنب الزحام، ولبس الكمامات، والبقاء في المنازل)..
* طبعاً مصر معذورة لأنها في الأصل دولة سياحية.. نحن في شنو؟؟؟!
* عموماً نؤكد للجنة الأمنية بإختصار شديد، على أنها لو مددت الحظر أو رفعته، ما فارق مع الكثيرين..
* إذا كان على السفر إلى الولايات، فالهايسات والعربات الخاصة؛ شوف عيني في الميناء البري (شغالة تش)..
* والركشات (كاسحة 24 ساعة) في الشوارع، وداخل الأحياء بالشي الفلاني..
* وستات الشاي (ما يدوك الدرب).. خاصة أمام بوابة الميناء الغربية، من الصباح لي صلاة المغرب..
* اللهم قد بلغت… اللهم فاشهد..
* وكفى.
The post بعد شنو يا سوداكال (2).. بقلم إسماعيل حسن appeared first on السودان اليوم.