
أفادت مصادر دبلوماسية موثوقة بأن واشنطن تتجه لاتخاذ خطوات حاسمة وسريعة لإنهاء الحرب في السودان قبل نهاية العام، عقب شروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب — بطلب مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان — في تحريك ملف الأزمة وفتح قنوات ضغط جديدة على أطراف النزاع.
وبحسب معلومات حصلت عليها ” الراي السوداني”، ونقلتها قناة “العربية”، فإن الإدارة الأميركية تعمل على خارطة طريق ثلاثية المسارات تشمل ترتيبات عسكرية وإنسانية وسياسية تهدف لوقف شامل لإطلاق النار، وسط تحركات وصفتها مصادر في الاتحاد الأفريقي بأنها “الأكثر جدية منذ اندلاع الحرب”.
في الجانب الإنساني، تتضمن الخطة فتح ممرات واسعة لعودة المساعدات واستئناف الخدمات الأساسية في كل ولايات السودان، مع تشكيل لجنة دولية للإشراف على الهدنة ونشر آليات مراقبة ميدانية لحماية المدنيين وتأمين عودتهم.
أما المساران السياسي والعسكري فيرتكزان — وفق الدبلوماسيين — على عملية انتقال مدنية تستبعد عناصر النظام السابق والإسلاميين، تبدأ بهدنة متفق عليها بين الطرفين، وتتضمن إصلاحًا عسكريًا شاملاً يشمل إخراج عناصر “الإخوان” من الجيش والأجهزة الأمنية، ودمج المجموعات المسلحة، وتفكيك الفصائل القتالية وصولًا إلى جيش موحد تحت سلطة مدنية كاملة.
ودفع دبلوماسي غربي إلى تشبيه هذه التحركات بـ “الإجراءات التي اتُخذت تجاه نظام بشار الأسد”، مرجحًا إمكانية لجوء واشنطن إلى عقوبات فورية وتجميد أصول وحظر تعاملات على الدوائر المرتبطة بالحرب. كما كشف عن إعداد ملف موسع للمحاسبة يركّز بشكل خاص على الفظائع المرتكبة في دارفور.
وبشأن مسار التفاوض، نفى المصدر وجود “ورقة ثانية” وُجهت للجيش السوداني، موضحًا أن الوثيقة التي تحدث عنها قائد الجيش كانت ردًا من فريق العمل بالقاهرة المكلّف بتنسيق الحوار، مؤكداً أن القيادة العسكرية “استوعبت جميع النقاط المطروحة مؤخرًا”.
يُذكر أن مجلس الأمن والدفاع السوداني كان قد شكّل لجنة للرد على مقترح الهدنة الصادر عن “الرباعية”، وقد تم تسليم الرد رسميًا إلى فريق مبعوث الرئيس الأميركي مسعد بولس باسم القوات المسلحة والقوة المشتركة.




