اخبار السودان

أنباء عن إستشهاد دكتور صديق عثمان وإبنه إثر هجوم مسيّرة بـ “عد بابكر”

أفادت مصادر محلية موثوقة أن طبيبًا سودانيًا بارزًا وابنه لقيا حتفهما فجر اليوم، عقب استهداف مباشر نفذته طائرة مسيّرة يُشتبه بتبعيتها لقوات الدعم السريع، على منزلهم الواقع بضاحية عد بابكر في محلية شرق النيل، شرقي العاصمة الخرطوم. الحادثة التي وصفت بـ”الصادمة” أعادت إلى الواجهة تساؤلات حادة حول أمن المدنيين وتفاقم العنف العشوائي في المناطق السكنية.

 

ووفق معلومات حصل عليها ” الراي السوداني” ، فإن الطبيب الراحل هو الدكتور صديق عثمان مالك، صاحب سلسلة صيدليات “الفاروق” المعروفة، والذي كان يُعد من أبرز الوجوه الطبية والخيرية في الخرطوم. وأظهرت مقاطع مصورة تداولها نشطاء على مواقع التواصل حجم الدمار الذي خلفه القصف على المنزل، والذي أودى أيضًا بحياة نجله وسط مشاهد وصفت بـ”المروعة”.

 

الهجوم لم يكن معزولًا؛ فقد تزامن مع سلسلة غارات مماثلة استهدفت عدة أحياء سكنية بشرق النيل خلال الأيام الأخيرة، في إطار تصعيد عسكري واسع تشهده المنطقة، ما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، ونزوح جماعي لمئات الأسر في ظل غياب تام لأي مظلة حماية دولية.

 

المجتمع الطبي نعى الدكتور صديق بحزن بالغ، واصفًا رحيله بأنه “فقد فادح لشخصية خدمت المواطن السوداني طيلة عقود بتفانٍ وإنسانية”. كما أصدرت نقابات مهنية بيانات تطالب بتحقيق فوري وشفاف في الحادثة، وتوثيقها كجزء من الانتهاكات المتصاعدة ضد المدنيين.

 

وفي سياق متصل، دعا نشطاء ومنظمات حقوقية إلى تحرّك عاجل من المجتمع الدولي لوقف استهداف المرافق المدنية والطواقم الطبية، محذرين من أن استمرار هذه الهجمات دون رادع سيزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في العاصمة وضواحيها.

 

الجدير بالذكر أن شرق النيل يشهد منذ أسابيع تصعيدًا غير مسبوق في العمليات العسكرية، وسط شكاوى متكررة من السكان بانعدام الخدمات الأساسية، وتعاظم المخاوف من موجة نزوح جديدة تفاقم الوضع المعيشي المتردي.

 

مراقبون يرون أن الحكومة الانتقالية مطالَبة بتحرك سياسي وأمني عاجل لوقف هذه الانتهاكات، فيما يؤكد قانونيون أن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين “لا تسقط بالتقادم” وستظل محل مساءلة قانونية في المحافل الدولية.

 

وبينما يودّع السودانيون طبيبًا من أنبل من أنجبتهم المهنة، يبقى السؤال مفتوحًا: من القادم في قائمة الضحايا، في ظل غياب أي مؤشرات حقيقية لنهاية قريبة لهذا الصراع؟

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى