أفادت مصادر موثوقة في وزارة الصحة بولاية الجزيرة أن السيول والأمطار التي ضربت الولاية بين 30 يونيو و29 سبتمبر الماضي، تسببت في وفاة 10 أشخاص وإصابة 26 آخرين، وسط خسائر مادية واسعة شملت مئات الأسر والمنازل، في كارثة إنسانية لم تحظَ بالاهتمام الكافي حتى اللحظة.
ووفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، فإن التأثير المباشر شمل 2,454 أسرة في نحو 55 منطقة، بينما تعرض 1,129 منزلًا لانهيار كامل، وأصيب 1,031 منزلًا بأضرار جزئية، إلى جانب تضرر 9 مرافق حكومية، ما ينذر بتداعيات طويلة الأمد على البنية التحتية والخدمات الأساسية في ولاية الجزيرة .
أظهرت مقاطع مصورة تداولها ناشطون محليون على منصات التواصل الاجتماعي حجم الدمار الذي خلفته المياه، حيث ظهرت منازل مدمرة بالكامل وطرق غمرتها السيول، ما فاقم من معاناة الأهالي في الوصول إلى مراكز الإغاثة والرعاية الصحية.
الخبراء يحذرون من تكرار الكارثة في ظل تغيرات مناخية متسارعة، وضعف البنية التحتية وغياب خطط الطوارئ في المناطق الهشة. وتزداد المطالبات بتدخل فوري لتقديم المساعدات العاجلة، خصوصًا مع تدهور الأوضاع الصحية والبيئية في المناطق المتضررة، وهو ما يرفع احتمالات تفشي الأوبئة والأمراض المنقولة بالمياه في ولاية الجزيرة .
وتأتي هذه الكارثة في وقت تعاني فيه البلاد من تحديات سياسية واقتصادية متفاقمة، ما يحدّ من قدرة السلطات المحلية على الاستجابة السريعة للأزمات المناخية، رغم تحذيرات متكررة من منظمات أممية ومحلية بشأن خطورة الوضع.
