
شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أزمة إنسانية متفاقمة بعد توقف جميع مصادر المياه وانهيار شبه كامل في الخدمات الصحية، يأتي ذلك وسط اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي وجوي مستمر منذ مايو 2024، مما دفع آلاف السكان للنزوح وهرباً من العنف.
تعرضت الأسواق ومضخات المياه في أحياء عدة للقصف، لا سيما في حي الدرجة الأولى والفروسية، حيث توقفت الآبار تمامًا. وأكد مصدر محلي أن توغل قوات الدعم السريع في هذه المناطق تسبب في نزوح جماعي لأصحاب الآبار والسكان.
وبحسب مصادر صحية ، خرجت 95% من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة نتيجة نقص المستلزمات الطبية ونزوح الكوادر الصحية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الوفيات بين الجرحى والمرضى، خاصة النساء الحوامل وذوي الأمراض المزمنة.
وفي غضون 72 ساعة فقط، استقبل المستشفى السعودي بالمدينة أكثر من 150 قتيلًا وعشرات الجرحى، بينهم ضحايا هجمات لطائرات مسيرة استهدفت مصلين في مسجدين بالقطاع الغربي. كما أسفرت هذه الهجمات عن مقتل قيادات من الإدارة الأهلية وأساتذة جامعات وأعيان من المجتمع.
تفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على الفاشر منذ أبريل 2024، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد بانهيار كامل للمنظومة الإنسانية في المدينة، التي تعتبر آخر معقل للجيش السوداني في دارفور بعد خسارته مدن رئيسية خلال العام الماضي.
العمدة عبد الله محمد صالح جمعة وصف الوضع بأنه الأسوأ في تاريخ مدينة الفاشر ، محذرًا من كارثة إنسانية وشيكة إذا استمرت المعارك والحصار.









