أفادت مصادر مطلعة بأن السودان نفذ، بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، عملية ترحيل جوي لـ146 مهاجرًا غير نظامي من الجنسية النيجيرية، في إطار ما وصف بأنه “المرحلة الثانية من برنامج العودة الطوعية”، وذلك عبر مطار بورتسودان، الذي بات يشهد تزايدًا ملحوظًا في الأنشطة ذات الطابع الإنساني.
ووفق معلومات حصل عليها ” الراي السوداني ” فإن الغالبية العظمى من المرحّلين عبر مطار بورتسودان —نحو 90%—هم من النساء والأطفال، بينما شملت النسبة المتبقية طلابًا جامعيين تقطعت بهم السبل عقب اندلاع الحرب في الخرطوم ومحيطها.
مصادر في منظمة الهجرة الدولية أوضحت أن هؤلاء المهاجرين دخلوا البلاد في وقت سابق لأغراض دراسية أو بحثًا عن فرص معيشية أفضل، إلا أن تفاقم النزاع دفع السلطات لتفعيل خطط ترحيلهم في إطار التنسيق الإنساني المشترك.
وكان مفوض العون الإنساني المناوب، أحمد محمد عثمان، قد أكد أن الحرب أثّرت بشكل كارثي على البنية التحتية، متهمًا قوات الدعم السريع بتدمير محطات الكهرباء والمياه، مما انعكس سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للمهاجرين واللاجئين الذين كانت تستضيفهم البلاد بالملايين قبل اندلاع الصراع.
مدير بعثة منظمة الهجرة الدولية في السودان، محمد رفعت، أشار إلى أن هذا التحرك يأتي في وقت تزداد فيه التحديات اللوجستية والإنسانية، لا سيما في ظل الانهيار الأمني وتدهور سبل الحياة في مناطق النزاع، مما يستدعي تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حلول آمنة وعادلة للمهاجرين العالقين.
الخطوة تعكس تصاعد الضغوط على الحكومة السودانية التي تجد نفسها أمام مسؤولية متزايدة في إدارة ملف المهاجرين، وسط دعوات لتوسيع نطاق التنسيق مع المنظمات الدولية لمواجهة أزمات اللجوء والهجرة غير النظامية، خصوصًا في مناطق الحرب ذات الكثافة السكانية.









