في خطوة وُصفت بالحاسمة، أفادت مصادر مطلعة أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أصدر الخميس قرارًا بتعيين كمال محجوب أحمد سعيد مساعدًا أول للنائب العام، في تحرك يعكس ديناميكية متسارعة داخل هياكل العدالة بالسودان وسط تداعيات الحرب الحالية.
ووفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، فإن توجيهات البرهان صدرت إلى النيابة العامة والجهات ذات الصلة لوضع القرار موضع التنفيذ الفوري، ما يعني مباشرة الإجراءات الإدارية لتثبيت سعيد في موقعه الجديد دون تأخير، وسط ترقّب لمهامه المرتقبة على رأس ملفات حساسة تشمل الانتهاكات الجسيمة وحقوق المعتقلين.
المنصب الذي بات يشغله كمال محجوب يُعد أحد أرفع المواقع داخل الهيكل العدلي السوداني، حيث يُناط به الإشراف المباشر على عمل النيابات العامة، إضافة إلى متابعة القضايا الكبرى وصياغة سياسات العدالة الجنائية، في وقت تواجه فيه المنظومة العدلية تحديات غير مسبوقة بفعل الصراع المسلح المستمر.
قرار البرهان يفتح الباب أمام تساؤلات حول اتجاهات السلطة في إعادة ترتيب المؤسسات العدلية، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية على الخرطوم بشأن العدالة الانتقالية، جرائم الحرب، ومحاسبة المتورطين في انتهاكات مزعومة، بعضها موثق عبر تقارير ومقاطع مصورة تداولتها منظمات حقوقية.
مع دخول كمال محجوب إلى المشهد العدلي من موقع متقدم، تزداد الأنظار تركيزًا على مدى قدرة النيابة العامة على استعادة توازنها، وتفعيل أدواتها في ملاحقة المتهمين، حماية الضحايا، وضمان سيادة القانون في بيئة أمنية وقانونية مأزومة.
