في تطور غير متوقع قد يعيد تشكيل الرواية السياسية حول حادثة الهجوم على دار حزب الأمة القومي، أقرت رباح الصادق المهدي، القيادية البارزة في الحزب، بمسؤوليتها عن إدراج عبارة وصفت لاحقًا بـ”المضللة” في البيان الصادر بتاريخ 16 مايو 2023م، والمتعلق باقتحام الدار من قِبل قوة قيل إنها تتبع لقوات الدعم السريع.
ووفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”, فإن رباح كشفت في منشور بعنوان “تبرؤ من نفسي” عن اقتراحها استخدام تعبير “زعمت” بشأن هوية الجهة المقتحمة، بعدما تلقى الحزب نفيًا رسميًا من الدعم السريع عن علاقته بالقوة التي نفذت الهجوم. ووصفت ذلك الاقتراح بأنه “خطأ فادح” وطالبت بالغفران من الحزب، والشعب، والله.
أظهرت مقاطع وصور متداولة في حينه انتشار عناصر مسلحة أمام دار الحزب لأسابيع، ما عزز الاتهامات الموجهة لقوات الدعم السريع، رغم عدم وجود تأكيد رسمي. وأوضحت رباح أن الوجود السابق للقوة لا ينفي تورطها، بل يعكس نمطًا من الفوضى والانتهاكات المنتظمة خلال تلك الفترة، وسط انفلات أمني واسع في العاصمة.
وأضافت المهدي في اعترافها أن البيان الحزبي لم يكن يهدف إلى التبرئة، بل توثيق الحدث بطريقة حذرة في ظل تضارب المعلومات والضغوط السياسية، مشيرة إلى أن الحرب آنذاك جعلت من بعض الجماعات المنفلتة داخل الدعم السريع أدوات للعنف خارج السيطرة المركزية.
ونشرت رباح نص محادثات داخلية بين قيادات الحزب، أبرزها مداخلة من القيادي مصباح، الذي أكد نفي الدعم السريع مسؤوليته عن الحادثة، ما دفع بعض الأعضاء لتعديل لغة البيان – وهي النقطة التي أبدت رباح ندمها الشديد بشأنها لاحقًا.
موقفها النهائي جاء صارمًا وواضحًا: الاعتراف بالخطأ لا يقل أهمية عن كشف الحقيقة، خاصة حين يرتبط الأمر بمصداقية حزب سياسي في لحظة وطنية فارقة. ودعت رباح إلى مواجهة الحقائق بشجاعة، حتى وإن جاءت متأخرة.
يُذكر أن هذه التصريحات تُعد سابقة لقيادية بهذا المستوى داخل حزب الأمة، ومن المتوقع أن تُحدث صدى واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، لا سيما في ظل التحولات الجارية في المشهد السوداني وتعقيدات المرحلة الانتقالية.