أفادت مصادر أن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تشهد تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بعد شن مليشيا الدعم السريع هجمات متزامنة من المحورين الشمالي والشرقي، في محاولة لفرض السيطرة على الأحياء الحيوية داخل المدينة. وأظهرت مقاطع مصورة تداولها نشطاء على وسائل التواصل دمارًا واسعًا في البنى التحتية، وسط تأكيدات بسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
ووفق معلومات حصل عليها “الراي السوداني “، فإن القوات المسلحة السودانية تخوض معارك شرسة لمنع سقوط المدينة، معززة بوحدات الدعم والمساندة التي تعمل على تأمين المواقع الاستراتيجية، في ظل استمرار الحصار الخانق المفروض على المدينة منذ عدة أشهر، والذي فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.
شهود عيان أفادوا بأن آلاف الأسر اضطرت للفرار من منازلها تحت وابل القصف المدفعي العشوائي، تاركة خلفها كل شيء في مشهد وصفه السكان بـ”الكارثي”. كما أكدوا أن بعض الأحياء تحولت إلى مناطق منكوبة بالكامل، مع تسجيل نقص حاد في المواد الغذائية، وانعدام شبه كامل لمياه الشرب والخدمات الطبية.
مدينة الفاشر تعيش حاليًا في عزلة تامة، بعد انقطاع الكهرباء والمياه وتوقف خدمات الاتصالات، فيما حذرت تقارير حقوقية من تدهور كارثي قد يهدد حياة الآلاف خلال الأيام القادمة، إذا لم يتم التدخل الفوري لإنقاذ المدنيين العالقين.
ودعت الحكومة السودانية عبر قنوات الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفك الحصار، وتوفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية. في المقابل، يطالب ناشطون بفرض عقوبات مباشرة على المليشيا وفتح تحقيق دولي في الانتهاكات المتزايدة ضد المدنيين.
في ظل غياب حل سياسي واضح، تتجه الأنظار إلى مستقبل مدينة الفاشر، التي أصبحت رمزًا لمعاناة المدنيين في واحدة من أعنف جبهات النزاع في السودان.