اخبار السودان

مشهد غير مألوف في قلب سوق شعبي شهير بـ أم درمان

أفادت مصادر محلية وتحقيقات ميدانية أن سوق ليبيا الشعبي في مدينة أم درمان شهد تحوّلاً مفاجئاً خلال الأيام الماضية، بعد أن غمرت الأمطار الغزيرة مساحاته بالكامل، محوّلة شوارعه الداخلية إلى بحيرة طينية عطّلت حركة البيع والشراء، وتسببت في خسائر مالية ضخمة للتجار.

 

وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على منصات التواصل، مشاهد مروّعة لتدفق المياه وسط المحلات والعربات اليدوية، فيما اضطر المواطنون للخوض وسط السيول لتلبية احتياجاتهم اليومية، في حادثة وصفت بأنها الأقوى منذ سنوات، وفق معلومات حصلت عليها “المنصة”.

 

التقارير تشير إلى أن كميات الأمطار التي هطلت مؤخراً فاقت بشكل كبير قدرة شبكة تصريف المياه، التي تُوصف أصلاً بأنها “متقادمة وغير مهيّأة”، ما أدى إلى تراكم المياه وتعطيل الحركة التجارية داخل السوق الذي يُعد من أهم مراكز البيع بالجملة في العاصمة السودانية.

 

وقال أحد التجار المتضررين إن البضائع المخزّنة في العراء، خصوصاً المواد الغذائية والمعلبة، تضررت بشكل مباشر، مشيراً إلى خسائر يومية تجاوزت مئات الآلاف من الجنيهات السودانية. وأضاف: “هذا السيناريو بات مكرراً كل خريف، لكن هذه المرة الأمطار كانت عنيفة لدرجة غير مسبوقة”.

 

من جهتهم، عبّر باعة آخرون عن استيائهم من تأخر عمليات تصريف المياه، واعتبروا الاستجابة “باهتة وغير كافية”، داعين إلى خطة عاجلة لإعادة تأهيل السوق وتعزيز بنيته التحتية، لا سيما مع توقعات بتواصل هطول الأمطار خلال الأسابيع المقبلة.

 

في المقابل، أعلنت الإدارة المحلية بأم درمان تشكيل لجنة طوارئ لاحتواء الأزمة، متعهدة بتنفيذ معالجات فورية تشمل شفط المياه، تجفيف الطرقات، وإعادة النشاط التجاري تدريجياً. كما كشفت عن خطة تطوير طويلة الأجل تتضمن تحسين شبكات تصريف المياه في الأسواق الحيوية، استعداداً لمواسم الأمطار القادمة.

 

لكن رغم هذه الوعود، فإن العديد من المواطنين عبّروا عن شكوكهم في جدية التنفيذ، مشيرين إلى أن “الحلول الترقيعية” لم تعد كافية، مطالبين بخطة مستدامة تحمي الأسواق في أم درمان ، وتؤمن حياة المواطنين والتجار من كوارث تتكرر سنوياً دون معالجة جذرية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى