كيف تحولت قرى كاملة إلى جحيم مهجور؟
الأبيض – الراي السوداني
في أعماق ولاية شمال كردفان، بين حقول لم تُحصد وأطفال بلا مأوى، تتكشف مأساة إنسانية صادمة تقودها قوات الدعم السريع، التي هاجمت بقسوة لا تُصدق 66 قرية، وتهجرت أكثر من 3 آلاف أسرة دفعة واحدة في عملية تنكيل لم تشهدها المنطقة منذ سنوات.
في أم سيالة وأم قرفة، تحولت البيوت إلى ركام، وحرمت الأسر من كل ما يملكون، حيث لم تكتفِ قوات الدعم السريع بتهجير السكان بالقوة، بل نهبت أموالهم، وحرمتهم من مواشيهم، وأغلقت أبواب الأمل أمامهم، تاركة آلاف المدنيين في دوامة التشريد والحرمان وسط صمت مريب من العالم.
الاعتقالات التي طالت وجهاء المناطق تزيد الطين بلة، وتهدد بتدمير النسيج الاجتماعي للقرى، في سياسة واضحة لإخراس صوت المقاومة المدنية، وتكريس نظام الخوف والإرهاب.
الأزمة تتفاقم مع اقتراب موسم الزراعة، حيث يحرم السكان من مصدر رزقهم الأساسي، في مسعى متعمد لفرض جوع ممنهج على أهل المنطقة، بينما تتحول أرضهم إلى مسرح للدمار والفقر.
شبكة أطباء السودان تطلق نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، تحذر فيه من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، تدعو إلى تحرك سريع لإيقاف هذه الجرائم التي تشكل وصمة عار على ضمير الإنسانية.
في شمال كردفان اليوم، لا مجرد تهجير، بل إبادة مدنية ببطء، وأرواح تذوب تحت وطأة النهب والتشريد.
