الخرطوم تعود.. وأم درمان أكثر أماناً من باريس!
القاهرة – الراي السوداني
في مشهد سياسي مشحون بالتحديات والانتظارات، أطلّ رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، من القاهرة ليطلق مجموعة من التصريحات النارية التي أعادت رسم مشهد المرحلة القادمة، واضعاً حداً للجدل، ومطلقاً وعوداً غير مسبوقة بشأن عودة الدولة وإعادة إعمار الوطن.
في مؤتمر صحفي حاشد، أعلن إدريس بشكل قاطع التراجع عن تعيين الدكتور الإدريسي وزيراً للثروة الحيوانية، بسبب حمله الجنسية الإماراتية، قائلاً بوضوح: “سيتم تعيين بديل فوراً.. ولا مفاوضات مع الإمارات، فأنا في القاهرة والبرهان في أم درمان!”، في رسالة سياسية مباشرة تحمل أكثر من دلالة.
لكن المفاجأة الأكبر جاءت بإعلانه التاريخي: عودة الحكومة إلى الخرطوم في أكتوبر القادم!، مؤكداً أن خطة إعادة تخطيط وسط العاصمة ومؤسسات الدولة بشارع النيل ستنطلق وفق أعلى المعايير العالمية. وفي مؤشر على حجم التحدي، كشف إدريس أن مصفاة الخرطوم وحدها تحتاج لأكثر من مليار و200 مليون دولار لإعادة تأهيلها.
وفي لهجة حازمة، وضع إدريس الوزراء أمام اختبار جدي: “ثلاثة أشهر فقط.. ومن لا ينجز سيغادر فورًا!”، معلنًا إطلاق “مشروع مارشال سوداني” لكل وزارة كجزء من خطة إعمار شاملة.
لم يخف إدريس حجم المعاناة داخل مؤسسات الدولة، متحدثاً عن تغلغل “الطابور الخامس” والتقاطعات التي تعرقل الأداء الحكومي، لكنه أصرّ على مواصلة الطريق رغم العقبات.
وفي تصريح أثار تفاعلًا واسعاً، قال إدريس: “أم درمان الآن أكثر أماناً من باريس!”، مشيراً إلى تحسن الوضع الأمني رغم استمرار التحديات، ومؤكدًا أن العمل جارٍ على فتح مطار الخرطوم خلال شهرين لاستئناف الرحلات الجوية.
أما الملف المصري، فحمل أخباراً سارة للسودانيين، حيث أعلن عن اتفاق مع القاهرة لإطلاق سراح جميع الموقوفين السودانيين في قضايا الهجرة، وترحيلهم إلى مناطقهم، إلى جانب تسهيلات في مجالات التعليم والصحة والمعابر الحدودية.
إدريس لم يكتفِ بالوعود، بل كشف عن زيارته المقبلة إلى ولاية الجزيرة، معلناً نجاح الموسم الزراعي الصيفي بنسبة 80%، وبدء الترتيبات للموسم الشتوي، ضمن خطة قومية لإعادة إعمار الولايات، التي وصف أوضاعها بأنها “أفضل نسبياً من الخرطوم”.
وفي ختام كلمته، دعا رئيس الوزراء وسائل الإعلام إلى “تركيز البوصلة” نحو قضايا البناء والعودة الطوعية للنازحين، قائلاً: “إعادة تأسيس الدولة هي معركة السودان الحقيقية الآن”.
