اخبار السودان

من السودان إلى غزة.. صرخة الغضب تعبر الحدود

تغطية – الراي السوداني
رغم أن السودان يئن تحت وطأة حرب داخلية طاحنة، خرج آلاف المواطنين، الجمعة، في مظاهرات ووقفات جماهيرية حاشدة بعدد من الولايات، تنديدًا بسياسة التجويع والإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

في مشهد إنساني لافت، شهدت مدن الخرطوم، ود مدني، بورتسودان، كوستي، القضارف، نيالا وغيرها، تظاهرات شعبية عبّر خلالها المواطنون عن رفضهم لاستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، واستنكارهم للانتهاكات الجسيمة التي طالت المدنيين، خاصة النساء والأطفال.

رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: “غزة تُباد بالجوع”، “أوقفوا الإبادة الجماعية”، “من السودان إلى غزة.. المعركة واحدة والعدو واحد”، “من السودان الجريح إلى غزة المقاومة”، كما لوّحوا بالأعلام الفلسطينية، مؤكدين وحدة النضال الإنساني في وجه الظلم والعدوان.

تأتي هذه المظاهرات في ظل تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث تفرض إسرائيل منذ مارس 2025 حصارًا خانقًا يشمل منع دخول الغذاء والدواء، ما أدى إلى تفشي المجاعة ووفاة العديد من المدنيين، وفق تقارير منظمات الإغاثة الدولية.

ورغم صدور أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، تواصل إسرائيل حملتها العسكرية دون اكتراث، وسط صمت دولي مطبق تعتبره فعاليات مدنية في السودان شراكة ضمنية في جريمة الإبادة.

دعت إلى هذه التحركات هيئات مدنية وحقوقية، من أبرزها “سودانيون ضد التطبيع”، التي أكدت في بيانها أن غزة اليوم تواجه آلة الموت الإسرائيلي كما واجه السودانيون عبر تاريخهم الطغيان والقمع، وأن التضامن ليس رفاهية بل موقف أخلاقي لا يقبل التراجع.

منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، تشير التقارير إلى سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين، وفقدان أكثر من تسعة آلاف شخص، ونزوح مئات الآلاف، في ظروف مأساوية وصفها مسؤولون أمميون بأنها الكارثة الإنسانية الأسوأ في القرن الحالي.

رغم جراحه الداخلية المفتوحة، أثبت الشعب السوداني مجددًا أن البوصلة الإنسانية لم تختل، وأن التضامن مع المظلومين لا تحده الجغرافيا ولا تعرقله المحن. ففي صوته المتعب، ظل يردد من قلب الخراب: غزة تنادي ونحن نُجيب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى