تشهد مدينة كتم بولاية شمال دارفور تدفقاً كبيراً للنازحين الفارين من مدينة الفاشر ومعسكر زمزم، نتيجة تصاعد وتيرة القتال والانفلات الأمني المستمر.
ووفق ما أعلنته غرفة الطوارئ المحلية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، فقد بلغ عدد الأسر النازحة نحو 4560 أسرة، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، من بينهم جرحى وحالات صحية حرجة وأشخاص يعانون من أمراض مزمنة.
النازحون استقروا داخل أحياء المدينة دون توفر مراكز إيواء رسمية أو دعم إنساني منظم، ما أدى إلى تفاقم أوضاعهم المعيشية في ظل نقص حاد في المواد الغذائية، وغياب الرعاية الصحية المناسبة، وانعدام المأوى. وتشير إفادات ميدانية إلى أن الأوضاع الإنسانية تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم، خاصة مع تسجيل حالات إصابة بالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي بين الأطفال، إلى جانب انتشار حالات سوء التغذية الحاد بين الرضع، ما ينذر بحدوث أزمة صحية واسعة النطاق.
الوضع الحالي في كتم يعكس مستوى الخطر الذي يواجهه النازحون، حيث يضطر كثيرون إلى النوم في العراء أو في منازل مكتظة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، في ظل غياب أي تدخل عاجل من الجهات المختصة. وقد حذرت غرفة الطوارئ من انهيار وشيك للوضع الإنساني والصحي إذا استمر تدفق النازحين دون وجود استجابة فعالة.
وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، وجهت الغرفة مناشدات عاجلة إلى الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية، المحلية والدولية، ومن بينها منظمة الصحة العالمية، الهلال الأحمر، وبرنامج الغذاء العالمي، للعمل على إرسال فرق تدخل سريع لتقييم الأوضاع ميدانياً وتقديم الدعم الضروري. كما دعت السلطات السودانية ومفوضية العون الإنساني إلى تسهيل فتح ممرات آمنة وإرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى المدينة، التي أصبحت نقطة استقبال رئيسية لآلاف الفارين من مناطق النزاع في شمال ووسط دارفور.
هذا التصعيد في أعمال العنف الذي تشهده ولايات دارفور، خاصة في الفاشر وزمزم ونيالا، أدى إلى نزوح آلاف العائلات، وسط غياب شبه كامل للمنظمات الدولية نتيجة تعقيدات الوضع الأمني والسياسي. ويرى مراقبون أن الأزمة في كتم تكشف عن ضعف كبير في إدارة ملف النزوح الداخلي وتراجع الاستجابة الإنسانية، ما يتطلب تفعيل دور المبادرات المحلية وإعادة تن