المصباح طلحة يكشف تفاصيل فرار قُجّة إلى الجنينة وصراع الولاءات الذي يفتك بقيادات
الخرطوم – الراي السوداني
في كشف مثير، أكد المصباح أبو زيد طلحة، قائد فيلق البراء، أن مليشيات الدعم السريع تعيش حالياً مرحلة تصفيات داخلية سرّية تستهدف قيادات ميدانية بارزة، على رأسهم القائد عبد الله إبراهيم قُجّة، الذي فرّ إلى مدينة الجنينة للاحتماء بأهله عقب تصاعد الصراعات والانقسامات داخل صفوف المليشيا.
وأوضح المصباح في تدوينة على صفحته الرسمية بمنصة فيسبوك أن موجة التصفيات الجارية داخل الدعم السريع أصبحت تتم بأساليب ميدانية غامضة، من بينها استهداف مباشر لاجتماع داخلي في منطقة بارا، باستخدام طائرة مسيّرة تابعة للمليشيا نفسها، ما أسفر عن مقتل سبعة من عناصرها، بينهم ضباط كانوا على صلة وثيقة بقُجّة. وأضاف أن هذه العمليات تُدار بصمت تام، دون مساءلة، في سياق ما وصفه بـ”حرب الولاءات والصراعات القبلية داخل الكيان المسلح”.
وأشار قائد فيلق البراء إلى أن الأوضاع في الجنينة تشهد تحركات مشابهة تُحمّل فيها المسؤولية غالبًا لأطراف خارجية، رغم أن المعطيات الميدانية تؤكد تورط عناصر من داخل المليشيا في تصفيات تستهدف تقليص نفوذ بعض التكتلات.
ونوّه المصباح إلى أن قُجّة لا يزال في مرمى نيران رفاقه السابقين، وأن فراره إلى الجنينة جاء بعد شعوره بالخطر المباشر، مؤكدًا أن الدعم السريع يعيش حالة من التفكك الهيكلي، حيث تصاعدت حدة الانقسامات وتضاربت الأجندات بين قياداته الميدانية.
و”فيلق البراء” هو تشكيل مسلح يُقاتل إلى جانب القوات المسلحة السودانية في حربها ضد مليشيا الدعم السريع. يُعد من التنظيمات المرتبطة بالحركة الإسلامية السودانية، ويدين بالولاء السياسي والعقائدي لحزب المؤتمر الوطني المحلول. يتكوّن الفيلق من عناصر مُجندة عقائديًا، ويعمل بتنظيم شبه مستقل ضمن محور التيارات الإسلامية التي أعادت تنظيم صفوفها منذ اندلاع الحرب. ويبرز المصباح أبو زيد طلحة كقائد ميداني للفيلق، ويُعرف بخطابه التعبوي الحاد وارتباطه بمعارك دارفور وكردفان ضد قوات الدعم السريع.