السودان ومصر ما بين العمق الإستراتيجي والتهديد للأمن القومي السوداني.. بقلم سهيل أحمد سعد الأرباب
السودان اليوم:
السودان ومصر تؤام سيامي يبدد الساسة كثير من الوقت للفصل بينهم فهذه الجغرافية الممتدة دون عوائق لهي رباط ابدي لا فكاك منه ويؤخذ على المصريين رؤيتنا موارد وجغرافيا فقط دون شعوب ودون ثقافات وهو مايؤجج صدور الصفوة بالسودان اذا يضرب المثل حتى بتجاهل حقوقنا حتى بالاغانى بالاشارة الى مصدرنا عندما يرددها فنان مصرى وتظل قضيتى حلايب وشلاتين مثال للفوقية التى تتعامل بها مصر الدولة والاعلام مع حكومات السودان وشعبه (لانريكم الا مانرى) منهج فرعوني عظيم مما يخيف ان يكون هذا منطق مصر الدولة بقضايا اكتظاظ السكان وشح الموارد بمافيها مياه النيل والاراضي. ولذلك يجفل السودانيين ولذلك يتمسكون بماهو ابعد من الخصوصية بالتعامل مع مصر الدولة.
اما مصر الشعب فلا نعرف عنهم الا كل الطيب والكرم وحسن التعامل والاحترام والشعب المصري هو الشعب الوحيد الذى تخطى مسألة القبائل والأعراق في حياته اليومية من دول العالم الثالث بأفريقيا والشرق الأوسط فلا تسمع ولا ترى تميزا بقبيلة أو دين أو لون. فالكل مشغول يلهث لكسب قوت يومه وتأمين حياته بشرف ونشاط يحترم.
ومصر الدولة لم يأتها أذى طوال تاريخها القديم والحديث من جنوبها والذى يعتبر امنا وامانا كامل لها واستعمارها وحروبها تاتيها من الشرق والغرب وشمالها عبر البحر الابيض المتوسط وياتيها التعافى من كل حقبة من الجنوب بدء بطرد الهكسوس وانتهاء بطرد الخديوية وما محمد نجيب والسادات الا سوادنيي هوى ودماء.
وعكس ذلك تماما فلما يغزى السودان استعماريا الا من بعد غزو مصر واحتلالها ولم يصب السودان تهديدا ملحا فى امنه الا من جانب مصر.
نعم ارتكبت مصر الدولة كثير من الاخطاء ولكنها ايضا قدمت ايضا كثير من الفوائد ومصر الدولة كانت مختطفة اغلب الوقت وليست بيد المصريين بالعصر الحديث واول حكام مصرين بعد الفراعنة بعد ثورة يوليو1952 وهو تاريخ طويل من الاحتلال لمصر بواسطة قوى اخرى ولكن يتم تمصيرها والمصريون عروبتهم عروبة لسان وليست دماء وقاموا واسهموا بتعريبنا فى هذا الجانب.
والجانب الاهم وهو الجانب السياسي اذ ان انظمة الحكم الديكتاتورية لاتتيح مكانا لطمانينة النفوس حول حقوقها فلربما لو استمرت الديمقراطية بمصر وتطورت وكذلك الديمقراطية بالسودان وتطورت فما يجمعنا الكثير من المصالح والثقافات لربما وصلنا الى وحدة متقدمة كونفيدرالية اوفيدرالية حتى.
اذا يظل الوضع مازوما مابين رواح وقدوم مالم يتم ترسيخ ديمقراطى بين طرفى الوادى وياخذ زمانه ونموه الطبيعى بكل البلدين ثم الانتقال الى مرحلة حواضن سياسية مشتراكة احزاب ومنظمات مجتمع مدنى وتاخذ زنانها فى النمو الطبيعة والتطور عندها يمكننا الحديث عن وحدة وادى النيل والمصير المشترك وقد تعمق بالقلوب قبل اللافتات السياسية والشعارات.
The post السودان ومصر ما بين العمق الإستراتيجي والتهديد للأمن القومي السوداني.. بقلم سهيل أحمد سعد الأرباب appeared first on السودان اليوم.