اخبار السودانمقالات

مغادرة الإعيسر

تابعنا على واتساب

مغادرة الإعيسر
كتب: رحمة عبدالمنعم

تداولت الأوساط الإعلامية وقروبات أهل السياسةمؤخراً بعض التسريبات، ما مفادها أن الأستاذ خالد الإعيسر لن يعود لتولي حقيبة وزارة الثقافة والإعلام في الحكومة المرتقبة التي يشكّلها الدكتور كامل إدريس،وإن صحّ هذا النبأ، فإن في طيّاته ظلماً بيِّناً لرجل كان له النصيب الأوفر في معركة الكرامة الإعلامية، وقدّم خلال فترة وجيزة عملاً كبيراً وترك بصمة لاتخطئها العين ..

الإعيسر لم يكن مجرد وزير، بل كان قائداً حقيقياً، رفع راية الإعلام الوطني في وجه حملات التضليل والتشويه، وقاد وزارة الإعلام التي جعلت صوت السودان الصامد يصل إلى العالم، رغم شُحّ الإمكانيات وقسوة الظروف لم يكن حضوره طارئاً ولا مساهمته عابرة، بل كان يمثل حالة وطنية نادرة جمعت بين المهنية والصدق والانتماء.

ولم تقتصر جهوده على المكتب أو التصريحات، بل تحرّك ميدانياً، فنظم عدداً من المؤتمرات الصحفية بمدينة بورتسودان، محرّكاً بذلك ساكن المدينة، وساعياً إلى إعادة الروح إلى أجهزة الدولة الإعلامية؛ فعمل على استجلاب أجهزة جديدة للتلفزيون القومي ووكالة السودان للأنباء (سونا)، وطرح العديد من الأفكار الطموحة التي تصب في صالح قبيلة الإعلام ..

كان الإعيسر حاضراً في كل الورش والاجتماعات التي نُظمت لتأطير الخطاب الوطني، ولم يتوانَ يوماً عن كتابة البيانات الرسمية التي أدانت جرائم المليشيا، وتصدّى بشجاعة ومسؤولية لحملات الدويلة الإعلامية التي سخّرت أدواتها لتشويه صورة السودان وجيشه..

يبدو أن وراء إبعاده – إن صحّ – من يتوجّسون من نجاحه، ويضيقون بصراحته، أولئك الذين لا يرون في الكفاءة معياراً، بل يخشون من يعلو أداؤه على ضجيجهم،فالرجل ترك شركاته المستقرة في لندن، وجاء في لحظة مفصلية ليقدّم للوطن خلاصة تجربته ومحبّته، ولم يطلب في المقابل سوى أن ينتصر السودان..

إن استبعاد خالد الإعيسر، إن كان قد تقرّر فعلاً ، لا يُعدّ مجرد قرار ، بل هو مؤشّر مقلق على توجّه لا يحترم من قاتل بالكلمة دفاعاً عن تراب الوطن، وإن كانت حكومة الدكتور كامل إدريس قد اختارت هذا المسار، فإن على رئيس الوزراء وعرّاب الظل حسين الحفيان “أب شعيرات”، أن يعيدوا النظر في بوصلتهم قبل أن يقول لهم الناس (لا سلام على من أدار ظهره لأوفى الرجال)..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى