متابعات-الراي السوداني-كشف مصدر مطلع بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، عن تحركات عسكرية مثيرة للجدل نفذتها مليشيا الدعم السريع مؤخراً، تمثلت في تجهيز قوة كبيرة مكونة من نحو 50 عربة دفع رباعي (بوكس)، مزودة برشاشات “دوشكا”، وتقل كل منها حوالي 10 عناصر مسلحين بأسلحة كلاشنكوف حديثة ويرتدون الزي العسكري الرسمي للمليشيا.
وأوضح المصدر أن هذه القوة، بحسب إعلان المليشيا، جاءت لمحاربة ما وصفتها بـ”الظواهر السالبة”، إلا أن الشارع المحلي يشكك في أهدافها، خاصة في ظل الفوضى الأمنية اليومية التي تشهدها نيالا، حيث تنتشر حوادث النهب المسلح، والقتل، والابتزاز، وحتى الخطف، على نحو بات يهدد حياة المواطنين بشكل مباشر.
وفي مفارقة لافتة، أفاد المصدر أن الانفلات الأمني بلغ درجة لم يسلم منها حتى بعض قادة المليشيا أنفسهم، إذ تعرض عدد منهم لعمليات نهب وتهديد من قبل عناصر منفلتة، ما يكشف عن صراعات داخلية وفقدان السيطرة على زمام الأمور.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن الهدف غير المعلن من هذه الحملة الأمنية لا يرتبط فقط بمكافحة الظواهر السالبة، وإنما يشمل كذلك:
استعادة مركبات الدفع الرباعي التي استولى عليها قادة ميدانيون واستخدموها في أغراض تجارية وشخصية. القبض على العناصر الهاربة من الخدمة ضمن صفوف المليشيا وإعادتهم للانضباط. الحد من انتشار تجارة السلاح التي أصبحت نشطة بصورة لافتة في الأسواق المحلية، إلى جانب المخدرات.
وأشار المصدر أيضاً إلى أن هذه الحملة تأتي في سياق محاولة لتحسين صورة المليشيا، التي تعرضت مؤخراً لانتقادات شعبية واسعة نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية في مناطق سيطرتها، خاصة بعد إعلانها تشكيل “حكومة المليشيا” التي واجهت رفضاً داخلياً وخارجياً.
وتبقى الأوضاع في نيالا مرشحة لمزيد من التصعيد، في ظل غياب سلطة الدولة وتفكك الأجهزة الأمنية، ما يعزز من سطوة المليشيات ويجعل مستقبل المدينة والمواطنين عرضة للمجهول.
