متابعات-الراي السوداني-شهدت منطقة الكومة شمال دارفور حادثة مروعة، تمثّلت في استهداف قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، كانت متجهة إلى مدينة الفاشر المحاصرة منذ أكثر من عام. وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من عمال الإغاثة وسائقي الشاحنات، وتدمير جزء كبير من القافلة.
الحكومة السودانية: ميليشيا الدعم السريع وراء الهجوم
في بيان رسمي صدر عن وزارة الثقافة والإعلام، أدانت الحكومة الهجوم، مؤكدة أنه نُفّذ باستخدام طائرات مسيّرة هجومية تتبع لمليشيا “الدعم السريع”، في محاولة واضحة لتعطيل جهود إيصال الإغاثة إلى الفاشر ومخيمات النازحين. ووصفت الحكومة الهجوم بأنه “انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني”.
مناوي: المليشيا تواصل سياسة الإبادة.. وتنهب القافلة بعد حرقها
من جانبه، اتهم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي المليشيا بارتكاب “جريمة إرهابية مكتملة الأركان”، مشيراً إلى أن القافلة تم حرقها بعد أن رفض طاقمها تغيير وجهتها عن الفاشر. وأكد أن بعض الشاحنات نُهبت بعد الحريق، وأن المليشيا حاولت استغلال ضربات الجيش هناك للإيحاء بأن القصف جاء من الطيران.
كما أشار مناوي إلى أن مخازن برنامج الغذاء العالمي في الفاشر تعرّضت للاستهداف في وقت سابق، ضمن خطة لمنع وصول المساعدات، متهماً بعض العاملين في البرنامج بالتعاون مع “جهات خارجية راعية للمليشيا” لتعطيل الإغاثة من داخل السودان وخارجه.
لجان المقاومة بالفاشر: محاولة لتزوير الحقيقة.. وآثار الحريق تشير لتخريب أرضي
في سياق متصل، أكدت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر أن القافلة تم احتجازها في “الكومة” قبل أيام، وأُحرقت بالكامل لاحقاً. ورفضت بشدة مزاعم المليشيا بأن الجيش قصف القافلة، مشيرة إلى أن نمط الحريق وأدلته لا تشير إلى قصف جوي بل إلى تخريب مباشر على الأرض.
واعتبرت اللجان أن هذه الجريمة تعد انتهاكاً صارخاً لأبسط حقوق الإنسان، وتكشف ما وصفته بـ “السقوط الأخلاقي التام للمليشيا”، مؤكدة أن استهداف الإغاثة جريمة حرب لا يجب السكوت عنها.