السودان اليوم :
يعتبر “توم وجيري” من أشهر المسلسلات الكرتونية في العالم، فمن منا لم يشاهد القط توم والفأر جيري وهم في حروب يومية ومعارك لا تنتهي ولكن في إطار كوميدي. ولفك لغز هذه العلاقة، قام فريق بحثي دولي ضم باحثين من 8 بلدان حول العالم، بدراسة هذه العلاقة بين القط والفأر وتاريخ ظهور الفئران القطط في البيئة التي يعيش فيها الإنسان. وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة “haaretz” إلى أن الفئران الرمادية ذات القدرة العالية على الانتشار السريع، استفادت من استقرار البشر واستثمار الأراضي الزراعية قبل 15 ألف عام، الأمر الذي ساعدها على الانتشار في مناطق جديدة ثم غزو الكوكب. وعثر الباحثون في الدراسة على آثار وبقايا وعظام أكثر من 800 فأر من هذه الفئران في مناطق مختلفة من الشرق الأدنى، موزعة على 43 موقعا أثريا جنوب شرقي أوروبا وفي الشرق الأدنى، تمتد من اليونان إلى إيران، يعود تاريخها إلى حقب مختلفة بين 3 آلاف عام و43 ألف عام. كما لاحظ الفريق أن غزو الفئران لبر أوروبا حدث متأخرا، لأن الأوروبيين تأخروا في الزراعة والاستقرار أي قبل حوالي 6500 عام تقريباً في أوروبا الشرقية و4000 عامافي جنوب أوروبا. وبحسب عالم الآثار والمشرف على الدراسة، توماس كوتشي، أظهرت الآثار عيش الفئران في نفس بيئة الإنسان قبل 15 ألف عام، بسبب وجود بيئة مناسبة لها ومستقرة وفرها استقرار الإنسان. واعتبر البحث أن المشكلة بين الفئران والقطط بدأت عندما ظهرت فئران المنزل والقط في نفس الفترة الزمنية، وعندما لاحظ الناس والمزارعون أن القطط تعرف كيفية التعامل مع هذه القوارض. لذلك قام المزارعون بتربية هذه القطط ودجنوها في منازلهم واستخدموها لملاحقة الفئران في البيوت والمزارع، واعتبر الباحثون أن هذه المشكلة ظهرت لأن ظهور الفئران والقطط حول الإنسان كان في فترة متقاربة ما سبب نوعا من التنافس بين الجنسين على البقاء. ونوه الباحث كوتشي إلى أن انتشار الزراعة والحقول وازدياد عدد القرى وتوسعها، أدى لانتشار الفئران في مناطق واسعة في الشرق تمتد إلى الأناضول قبل 12 ألف عام. وبين البحث أن السكان اعتبروا هذه الفئران جنسا غازيا، خصوصا عندما لاحظوا انتقاله مع بضاعة السفن “مثل الركاب” إلى الجزر أو عن طريق التجارة إلى المدن الجديدة، ما تطلب استخدام القطط لمحاربتها ووضع حد لانتشارها.
The post ما لغز توتر العلاقة بين “توم وجيري”؟.. دراسة تكشف appeared first on السودان اليوم.