من يملك أرض المطار؟ وثائق نادرة تكشف أسرار مطار الخرطوم وأصوله بملايين الدولارات
مطار الخرطوم الدولي
متابعات – الراي السوداني
كشف الكابتن إبراهيم عدلان، المدير الأسبق لسلطة الطيران المدني، عن وثائق تاريخية ومعلومات نادرة تتعلق بأصول وممتلكات سلطة الطيران المدني في مطار الخرطوم، وذلك قبيل فصل الجسمين السيادي والخدمي داخل السلطة.
ووفقًا لتقديرات لجنة فنية من جامعة الخرطوم، بلغت قيمة أصول المطار وحده، بما في ذلك الأرض التي يقع عليها، نحو 720 مليون دولار. وقد تم تأكيد هذه الملكيات عبر شهادات بحث رسمية، أُعيد تجديدها عام 2012، استنادًا إلى وثائق أقدم ما زالت محفوظة.
ومن أبرز هذه الوثائق شهادة ملكية الهانقر الشهير رقم 47، الذي انتقل إلى سودانير من شركة AirWork البريطانية، في فترة كانت فيها شركة الخطوط الجوية السودانية تتبع لهيئة سكك حديد السودان. وتؤكد الوثائق أن نقل الملكية تم بموجب شهادة موقعة من السكرتير الإداري البريطاني.
كما تضمنت الوثائق شهادة موقعة من كل من القائمقام يوسف الجاك طه وعبدالباقي محمد، تفيد بإضافة الجزء الجنوبي خلف الهانقر 47 إلى ممتلكات سودانير، بهدف إقامة ورش لصيانة طائرات “فوكرتروبشب”، والتي كانت في الأصل تابعة لسلاح الجو وتم نقلها إلى سودانير عام 1961.
ويعود تاريخ ملكية أرض المطار إلى القوات الجوية الملكية البريطانية (RAF) منذ عام 1930، حين كان يُعرف باسم “جوردان تري”، وتستخدمه السرب 233 كساحة هبوط رئيسية، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية حين تحوّل إلى “قاعدة الخرطوم الجوية”.
وشهد المطار لحظات تاريخية بارزة، منها هبوط الطيارة الأسطورية الأمريكية أميليا إيرهارت عام 1937، كما اختاره الكابتن البريطاني آلن كوبهام ليكون نقطة تزود رئيسية بالوقود على خط الطيران العالمي A10 Delta، الذي يربط لندن بجوهانسبرغ، والذي استخدمته شركتا “الإمبيريال” و”البريطانية لما وراء البحار (BAOC)”.
وفي خطوة مفصلية، أشار عدلان إلى أن الدكتور شمبول عدلان، حين كان مديرًا عامًا لهيئة الطيران المدني في أواخر التسعينات، قام باقتطاع الموقع الحالي لسودانير وتسليمه لمديرها حينها الفاتح، ليُشيّد فيه الصرح الحالي للشركة.
هذه المعلومات تسلط الضوء على حقبة غنية بالتاريخ والتفاصيل الفنية والقانونية، وتفتح الباب لتساؤلات مشروعة حول مستقبل أصول الطيران المدني، وما إن كانت ستُحافظ على هويتها الوطنية وسط مشاريع التحديث وإعادة الإعمار.