السودان اليوم:
حذر باحثون في جامعة مصرية من حدوث هجمة أكثر شراسة لفيروس كورونا المستجد، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، تستهدف المصريين، وذلك في ضوء تكوين تحالف علمي لمواجهة الوباء، يضم خبراء من كليات الطب والصيدلة والعلوم والهندسة الطبية والتكنولوجيا.
ذكرت ذلك صحيفة “أخبار اليوم” المصرية، اليوم الاثنين، مشيرة إلى قول عميد كلية طب جامعة عين شمس الدكتور أشرف عمر، إن الجامعة تحرص على أن تكون هناك مشاركة في أفكار الأبحاث، للمساهمة في تقديم حلول مختلفة لمواجهة أزمة وباء فيروس كورونا المستجد.
ولفت إلى أن كلية الهندسة تعمل على اختراع جهاز تنفس اصطناعي بسيط لتعويض أي نقص في المستشفيات، إلى جانب 7 أبحاث إكلينيكية، منها اختبارات لعدة أدوية مقترحة لعلاج الفيروس، بينهم عقار أفيجان الياباني الجديد، مضيفا: “حتى الآن لم تثبت فاعلية أي دواء بنسبة 100 في المئة لعلاج الفيروس المسبب لمرض “كوفيد – 19″.
وقال الدكتور أشرف عمر، إن إدارة الكلية قامت بعمل بحث شامل للأطباء والتمريض ومساعدي التمريض في كافة مستشفيات الجامعة بواسطة الـ”رابد تيست” والـPCR للاطمئنان على الفريق الطبي، مضيفا: “اتضح من المسح أن نسب الإصابة بسيطة وليست مقلقة، مقارنة بنسب إصابات الأطقم الطبية في الدول الموبوءة”.
ولفت إلى أن الحالات المكتشفة يتم عزلها فورا في فرع مستشفى عين شمس التخصصي في منطقة العبور، وأن الحالات التي لا تعاني من أي أعراض ويقل عمرها عن 50 عاما، يتم نقلهم إلى المدن الجامعية التي تضم أكثر من 2000 سرير، مخصصين لكل المرضى المصريين وليس للفريق الطبي فقط.
ويقول الدكتور أسامة منصور، وكيل كلية طب عين شمس للدراسات والأبحاث إنه “تم تسجيل 8 أبحاث إكلينيكية، أحدهم كان عبارة عن مسح للعاملين في القطاع الطبي، وبحثين عن الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وثلاثة أبحاث للعلاج، ومنها استخدام بلازما المتعافين، والدراستين الثانيتين عن الجينات الوراثية لسلالة فيروس كورونا المستجد الموجود في مصر.
وأوضح منصور أن جميع الدراسات في مرحلة المراجعة استعدادا لنشرها في المجلات العلمية، مشيرا إلى أن الموجة الثانية من الأبحاث ستشمل 15 بحثا، وتم عمل فرق مع المركز التكنولوجي للابتكار لتطوير أجهزة تنفس اصطناعي لاستخدامها في علاج الحالات الحادة من إصابات “كوفيد – 19”.
وتشمل الأبحاث الجديدة الخاصة بفيروس كورونا تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي وإنتاج الواقيات الشخصية للأطقم الطبية، وطرق التطعيم الآمنة، إلى جانب التطبيقات الإلكترونية الخاصة بمتابعة المرضى في مستشفيات العزل، بحسب وكيل كلية طب عين شمس، الذي أوضح أن أحد أجهزة التنفس الاصطناعي الجاري العمل عليها بسيط للغاية، وسيستخدم في مرحلة مرضية مبكرة.
ولفت إلى أنه يجري العمل على ابتكار جهاز جديد تماما، بدء من التصميم، والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع مركز الابتكار في الجامعة، وكلية الهندسة، وكلية الحاسبات والمعلومات، وأساتذة الأمراض الصدرية والرعاية المركزة في الجامعة، مشيرا إلى أن هناك دراسة مع كلية الصيدلة لبحث قدرة بعض الزيوت العطرية على مقاومة والوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وقال الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ومدير مركز أبحاث طب عين شمس، إن هناك دائرة تعاون أكثر اتساعا بين جميع الجامعات المصرية تحت إشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبدالغفار، حيث يتعاون المجلس القومي للبحوث مع جامعة القاهرة وجامعة أسيوط، للخروج بمردود يفيد المجتمع ويتيح مواجهة أقوى لوباء فيروس كورونا.
ولفت الغزالي إلى أن أحد الأبحاث “إكسبلور ستدي” تسعى للوصول إلى حقيقة وجود هذا الفيروس منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مشيرا إلى أن بعض أساتذة الأمراض الصدرية يؤكدون أن الكثير من المواطنين كانوا يعانون من أعراض مشابهة في هذا الوقت، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيفيد في وضع الخطط لمواجهة المرض بتحديد الموجة الوبائية التي تتعرض لها مصر والعالم.
ولفت إلى وجود دراسات مقارنة بين الفيروسات التي تصيب المصريين حاليا، وفيروسات كورونا التي اكتشفت في غير المصريين المقيمين في مصر، لتحديد مصدر السلالة الموجودة في مصر، مشيرا إلى أن هذه الدراسات يمكن أن تفيد في اكتشاف مصل لهذا الفيروس، وذلك من خلال عمل فصل للفيروس أو باستخدام فيروس ميت أو ضعيف أو باستخدام جزء من البروتين الموجود في الفيروس.
وقال الغزالي: “ما يقوم به الباحثون في مصر، يضعنا في الترتيب رقم 9 في الأبحاث بين جميع دول العالم ورقم واحد على أفريقيا والشرق الأوسط على المنصة العالمية للأبحاث،
وتوقع الدكتور ماجد غنيم، مدير مركز الابتكار بجامعة عين شمس، حدوث هجمة أكثر شراسة لفيروس كورونا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل؛ مشيرا إلى أنه يجري العمل على عدة محاور لتوفير أجهزة تنفس اصطناعي سواء بالشراء أو الابتكار والتصنيع، وأن أحد الأفكار يتمثل في أخذ تصميم إحدى الشركات المجربة والمعترف بها وإنتاجه محليا.
وقال: “هذا هو الحل متوسط المدى الذي يمكن الاعتماد عليه حتى شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، والحل الثاني هو ابتكار تصميم خاص يمكن تطويره بما يتناسب مع إمكانيات الدولة المصرية، متوقعا أن طرح هذا الابتكار في الأسواق نهاية العام الجاري .
واعتبر الدكتور ياسر مصطفى، أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس، أن الهجوم المفاجئ من الوباء لم يتيح الفرصة لإجراء أبحاث مبنية على أسانيد علمية فيما يخص العلاج، موضحا أن جميع الأدوية المستخدمة حاليا ما هي إلا أدوية معروفة مسبقا كانت تستخدم في علاج بعض الأمراض الفيروسية”، مضيفا: “مع ظهور نتائج إيجابية في علاج المرضى بالدول التي سبقتنا، تم استخدامها في مصر، وكل النتائج تستخدم كمدخلات للأبحاث لتحقيق أقصى استفادة والوصول إلى أعلى نسب الشفاء”.
وقال الدكتور ياسر مصطفى، إن “النسبة إحصائية أكثر من كونها حقيقية، حيث يتم القياس بأعداد المرضى الذين تم اكتشافهم، في حين أن هناك عدة أسباب منها المادية أو الاجتماعية التي قد تمنع بعض الحالات من التوجه للمستشفيات”، مضيفا: “بالتالي فالأرقام المعلنة تكون أقل من الإصابات الحقيقية، وهو ما يكشف أن نسبة الوفيات أقل من 5 في المئة”.
وحذر مصطفى من أن هناك أربعة أمراض صدرية تزيد من احتمالات تعرض أصحابها لمضاعفات أكثر عند الإصابة بالكورونا، هي الربو الشعبي المزمن، والسدة الرئوية، والتليف الرئوي المزمن، والتمدد الشعبي المزمن”، مشيرا إلى أن كل هؤلاء المرضى لديهم رئة ضعيفة، ولذا تكون الأعراض أشد ضراوة وأكثر خطورة”.
وأضاف: “يجب الالتزام بارتداء الكمامة للمساهمة في سرعة السيطرة على الوباء، لأنها تحمي الشخص السليم من خطورة انتقال الفيروس من المريض بنسبة 70 في المئة، وإذا التزم المريض أيضا بارتداء الكمامة فإن نسبة الحماية التي تتوفر للشخص السليم تصل لـ90 في المئة.
أعلنت السلطات المصرية، أمس الأحد، تسجيل 29 وفاة جديدة جراء الإصابة بفيروس “كورونا”، بجانب إصابة 752 حالة جديدة ليصبح الإجمالي 17265 حالة.
The post باحث يحذر بشدة: مصر قد تشهد “هجمة شرسة” لفيروس كورونا في أكتوبر appeared first on السودان اليوم.