السودان اليوم:
فى الخامس والعشرين من مايو للعام 2000 شاهد العالم الجيش الاسرائيلى الجبان المهزوم خائر القوى يسارع بالانسحاب من جنوب لبنان والبقاع الغربى ويتقهقر الى داخل فلسطين المحتلة تاركا خلقه مئات العملاء من أفراد جيش العميل انطوان احد الذين كانوا يشكلون درع وحماية للمحتلين ، وما ان إنتبه العملاء الى ان مشغليهم ينسحبون خائبين حتى ارتفع الصراخ والعويل واستشعروا الذل والمهانة واسيادهم الصهاينة يتخلون عنهم بل يرفضون اصطحابهم الى داخل فلسطين المحتلة ويتركونهم يواجهون شعبهم الذى استقووا عليه بالمحتلين الصهاينة والان باتوا اذلاء خائفين .
المقاومة اللبنانية فى المقابل وفى التحام مع شعبها وبيئتها كانت حاضرة تملأ الساحات وترفع رايات النصر والمواطنون يعودون الى مناطقهم التى كان الاحتلال وعملاؤه اللحديين يعيثون فيها فسادا ، وبعودة شعب المقاومة الى قراهم ومناطقهم يرسلون رسالة قوية للمحتل ومن يقفون معه ان هذه المقاومة ليست معزولة من بيئتها وإن شعبها باحتضانه لها يوفر لها الحماية وان اى محاولة من العدو الصهيونى للتوغل فى الأراضى اللبنانية ستجابه بمقاتلة كل هذا الشعب وليس فقط أفراد المقاومة ، وقد رأى العالم باسره التحام الشعب مع ابنائه وتصديهم لمحاولات العدو التقدم فى ارضهم بحرب 2006 لكن رغم كل التجهيزات ووقوف كل طواغيت الأرض مع العدو لم يستطع بقضه وقضيضه التقدم الى تخوم قرية واحدة طوال مايزيد عن الشهر من شن الحرب برا وبحرا وجوا.
ويدين المقاومون اللبنانيون فى انتصارهم على العدو الصهيونى لاحرار الامة وهم يعلنون ليس فقط تأييد المقاومين فى التصدى للاحتلال وانما كان هناك الدعم العلنى المباشر من إيران حكومة وشعبا وعلى رأسهم القيادة الدينية التى اعتبرت ان مناصرة لبنان فى حربه على الصهاينة واجب لايجوز التراخى عنه ، ويتذكر المقاومون جيدا وبالذات قادتهم كلمة الامام الخمينى لهم عند الاجتياح الاسرائيلى لبلدهم فى العام 1982 عندما توجه لهم الامام الخمينى ومن موقع المرجعية الدينية بقوله : تكليفكم الشرعي هو قتال اسرائيل ، وهى قد وقعت في الفخ كما تقع الفأرة في المصيدة وإنكم منتصرون حتمًا ويجب أن تقاتلوها بالامكانيات المتاحة لديكم وتحققت قراءة الامام الخمينى للاحداث ويعيشها الناس واقعا اليوم.
المقاومون رأوا يومها ان هذا الموقف بالنسبة لهم موقفًا شرعيًا وبنوا عملهم على أساس هذه الفتوى وهذا التوجيه للامام في موضوع قتال اسرائيل.
وبايمان المقاومين بتكليفهم الشرعى وعملهم
على اساسه ، وبفضل دماء الشهداء وقيادة الامام الخميني ثم الامام الخامنئي (حفظه الله) من بعده، وصل المقاومون الى هذا الوضع السائد الان ، وتوجوا جهودهم بانتصار 25 مايو 2000 ثم النصر الأكبر فى 2006 والتحرير الثانى الذى طردوا فيه التكفيريين وطهروا بلدهم من دنسهم ورجسهم وهم بهذا يهزمون امريكا واسرائيل بهزيمة ادواتهم فى الميدان مثمثلين فى داعش والنصرة وكل التنظيمات الارهابية التكفيرية ، كل هذه الانتصارات انما جاءت بفضل دماء الشهداء والتفاف الشعب حول المقاومة وبفضل حكمة القيادة وايمانها وصلابتها واخلاصها ممثلة فى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وزملاءه فى القيادة ومن خلفهم يقودهم ويرشدهم ويدعمهم ويوجههم ويقف معهم بقوة السيد الخامنائى ودولته وشعبه ، وبفضل هذه الجهود المباركة اثمرت المقاومة نصرا وعزا وكبرياء ، وهى اليوم أقوى مئات المرات من عام التحرير فى 2000 وعام النصر فى 2006 ، وباتت تشكل الحماية لبلدها من ان تطاله مغامرات العدو الذى لم يعد يستطيع ان يمارس بلطجته فى كما السابق ، وبات مردوعا بهذه المقاومة الشجاعة الجاهزة القوية ، وهذا نصر آخر من سلسة الانتصارات التى ظلت المقاومة تسجلها فى كل ميدان وهى تجسد عمليا كلمة سيد المقاومة التى اضحت واقعا يعترف به العدو قبل الصديق وذلك عندما خرج معلنا بصوت داو مجلجل بإنه قد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات وقد صدق الرجل والواقع الان يشهد بذلك ، وهاهى ذكرى التحرير تانى ويطالع فيها الاحرار بفخر دروس العز والشرف.
التحية للبنان ومقاومته فى ذكرى تحريرهم الأرض وهزيمتهم العدو المحتل ، والتحية لكل الاحرار فى العالم وهم يفتخرون بمقاومة لبنان وانتصاراتها.
The post لبنان.. دروس من العز والفخر في عيد التحرير .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.